متابعات: أكد السياسي والوزير الفلسطيني الأسبق حسن عصفور، اليوم السبت، أن خطوة فصل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة لا تمثل أي مظهر ديمقراطي.
وأوضح عصفور، خلال لقاء عبر برنامج "حوار الليلة"، على قناة "الكوفية" الفضائية، أن ناصر القدوة له تاريخ في حركة فتح، ويعتبر من الشخصيات المحورية، وله احترام كبير في حركة فتح وخارجها، مشيراً، إلى أن "قرار فصله أمر مهين وسيكون له تبعات".
وأضاف عصفور، أن "حركة فتح أكبر من الأفراد لكنها ليست أكبر من جمهور الشعب الفلسطيني، فقرارات الفصل بدأت بقيادة تيار الإصلاح في حركة فتح ممثلا بالقائد محمد دحلان ومؤخرا بالدكتور ناصر القدوة".
كما أكد، أن "تيار الإصلاح يعتبر القوة الثالثة وحركة حماس لن تحسم الانتخابات المقبلة".
وأشار عصفور إلى أن الشعب الفلسطيني سيعاقب حركتي فتح وحماس في أي انتخابات مقبلة على الواقع المرير الذي يعيشونه.
وقال عصفور إن حركة فتح هي أول من أسس أول تكوين كياني على أرض الوطن وهو السلطة الفلسطينية، مؤكدا أن إضعاف حركة فتح يخدم فقط أعداء الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن حركة حماس لا زالت تعمل على أن تكون بديلاً وليس شريكا للمشروع الوطني الفلسطيني، داعيا إياها إلى إعادة قراءتها للمشهد السياسي الفلسطيني.
وتمنى عصفور ألا يكون الشكل يخالف المضمون في حركة فتح، مشيرا إلى أن الدكتور ناصر القدوة حوسب على ما يمكن أن يكون فالقدوة لم يعلن خروجه من حركة فتح.
وقال عصفور، إن ما حدث مع الدكتور ناصر القدوة سيحدث نقطة تحول في حركة فتح عند إعداد القائمة الخاصة بها، وقد يكون ثمن قرار فصله كبير وكارثي، مُستبعداً أن تتم الانتخابات في عصر الرئيس عباس.
وبين عصفور أن عدة أسباب تؤكد عدم إمكانية إجراء الانتخابات في الوقت الراهن أهمها، الخلافات الداخلية في حركة فتح وجائحة كورونا، وإمكانية إجراء الانتخابات في القدس.
كما أوضح عصفور، أن الرئيس عباس استحكم بجميع السلطات ويستطيع أن يجري تشكيل حكومي يدير به الوضع السياسي وفقا للمراسيم التي أصدرها.
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر، الدكتور أيمن شاهين، إن تعدد القوائم سيخدم حركة فتح، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني يُحمل مسؤولية تدهور الأوضاع بالدرجة الأولى لحركة حماس. ومن ثم حركة فتح والتي يمثلها الرئيس محمود عباس.
وذكر شاهين، أن "قوائم حركة فتح ستحصل على 50% على الأقل، لأن السلوك الانتخابي في قطاع غزة سيكون صادم للجميع".
وأكد شاهين أن تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، سيفاجئ الجميع، لأن الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة يعلم تماما من كان يقف بجانبه ويخفف آلامه ويعلم أيضا من تسبب له بالمعاناة خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن نتائج الانتخابات لن تكون منحصرة بين حركتي فتح وحماس.
وأوضح شاهين، أنه بالرغم من الخلافات الداخلية لا تزال حركة فتح أمل الجمهور الفلسطيني، لافتاً إلى أن تعدد القوائم له جوانب إيجابية وسلبية، فمن يختلف مع الرئيس عباس سيصوت لقائمة التيار ومن يختلف مع التيار سيعطي قائمة حركة فتح أو قائمة الدكتور ناصر القدوة.
وأضاف، "تيار الإصلاح لا يعتمد فقط على أبناء حركة فتح، فقد استقطب التيار خلال السنوات الماضية عشرات الآلاف خاصة من جيل الشباب، وسواء اختلف تيار الإصلاح مع الحركة الأم في ظل وجود الرئيس عباس، فالجميع يتحدث عن تاريخ وإرث الحركة في تأطير أبناءه".
ورأى شاهين أن حركة فتح لن تذهب للانتخابات واحدة موحدة، بل في 3 قوائم على الأقل، وأن نتائج الانتخابات ستكون صادمة للجميع.
وشدد شاهين على أن قائمة الدكتور ناصر القدوة ستتقدم على قوائم اليسار الفلسطيني.
كما أوضح شاهين أن "الشروط التي وضعتها حركة فتح لمرشحيها تنطبق على أغلب كوادرها، وأنها وضعت لتكون جزء من حالة لإحكام سيطرة الرئيس عباس على الحالة العامة للحركة".
وأضاف، أن السلطات جميعها أصبحت بيد الرئيس عباس، متسائلاً: ما الداعي لأن يقوم الرئيس بإصدار قرارات بقوانين ولديه انتخابات مجلس تشريعي وهو صاحب السلطة لسن القوانين وتشريعها؟
وأكد شاهين أن حركة فتح قادرة على تجاوز خلافاتها، لأن هذه الخلافات ليست جوهرية إنما خلافات مع عقلية الفرد الواحد التي ينتهجها الرئيس عباس.
واستذكر شاهين، أنه في العام 2006 كان الرئيس عباس يعلم تماما أن حركة فتح ستخسر الانتخابات، مع ذلك ذهب للخسارة ولم يستمع لكل وجهات النظر التي كان تنادي بتأجيلها.
كما تساءل شاهين، ما هي الجريمة التي ارتكبها الدكتور ناصر القدوة ليتم فصله بهذه الطريقة؟
ولفت إلى أن الانتخابات ستعقد في ظل مطالبات الضغط الدولي والشعبي لإجرائها.