وكالات: مجرد التفكير في إمكانية استثمار المال ولو بمبالغ بسيطة، فإن هذه الخطوة تدل على وعي صاحبها. بالرغم أن استثمار الأموال بذكاء وحِكمة ليس بالأمر السهل، إلا أن الجميع يمكنهم استثمار أموالهم لو تحلّوا بالصبر واكتسبوا المعرفة والمهارات المناسبة.
الاستثمار هو واحد من أفضل طرق بناء الثروة والاستقلال المالي. ومفهوم الاستثمار عمومًا هو أخذ مبلغ مالي (رأس مال) ومحاولة تنميته عن طريق شراء أصول تتوقَّع أن قيمتها ستزيد مع مرور الوقت، وتوجد أنواع متعددة الاستثمار ومتنوعة طبقا للهدف والوسيلة والعائد والمخاطرة.
سواء كانت المبالغ المالية الذي ترغب في استثمارها صغيرة أم كبيرة، فالهدف واحد: أن تجعل هذه الأموال تنمو وتحصل من خلالها على أموال إضافية. تختلف طرق الاستثمار بشكل كبير بناءً على طريقة وأسلوب الاستثمار وكمية الأموال والإطار الزمني لهذا الاستثمار، وبالتالي يجب أن تستثمر وفقًا لمتطلباتك الشخصية وثقافتك الاستثمارية. فيما يلي 11 طريقة للاستثمار :
1.استثمر في الأسهم
إن استثمار مبالغ صغيرة في الأسهم باستمرار يكون أشبه بكرة الثلج التي تراها تتدحرج وتكبر أمامك مع مرور الوقت. صحيح أن عائدات الأسهم غير متوقعة على المدى القريب، إلا أنها مربحة في الغالب على المدى البعيد. ونتحدث هنا عن استثمار المدى البعيد وليس المضاربة.
لا تستثمر أموالك في شركة واحدة فقط، بل استثمر في عدة شركات دائمًا، فوضع أموالك كلها في شركة واحدة قد يؤدي لخسارتها. كذلك لا تستثمر كل أموالك في سوق الأسهم فقط، بل وزّع أموالك في خطط استثمارية متنوعة.
استثمار المال في اسواق المال (اسهم، صناديق، صكوك، سندات..) عموما يناسبك لو لم يكن دخلك مرتفعًا، فحاول استثمار ولو جزء صغير منه في استثمارات صغيرة على الأقل في البداية. وبالرغم من أنه لا يمكن الحصول على عائد كبير من استثمار مبالغ مالية صغيرة على المدى القصير إلا أنه قد يكون مربحا على المدى الطويل.
2.الاستثمار في السندات
السندات عبارة عن شهادات فائدة تصدرها المؤسسات الحكومية كالبنوك المركزية دون وجود مخاطر. تمتلك الحكومات آليات طباعة النقود ويمكنها طباعة المبالغ التي تحتاجها لتسديد رأس المال مما يجعل هذه الاستثمارات آمنة بشكل نسبي ويجعلها طريقة رائعة لتنويع الاستثمارات.
3.استثمر في الصكوك الاسلامية
الصكوك هي أوراق مالية متوافقة مع الشريعة الإسلامية، تعطي لحاملها ملكية حصة في مشروع منجز أو قيد الإنشاء والتطوير أو في استثمار معيّن، وهذا يمثل الركيزة الأساسية للصكوك المصدرة، فهي لا بد من أن تكون مرتبطة بأصول.
تُصدر الشركات او المؤسسات الحكومية الصكوك بهدف تمويل مشاريعها، بحيث يحصل المساهمون على نسبة مئوية من الأرباح، تتحدد عند التعاقد، كما يتحملون الخسائر وفقا لتلك النسبة المحددة، وهذا بناء على القاعدة الفقهية التي تنص على “الغُنْم بالغُرْم”، أي المشاركة في الربح والخسارة.. فهي على خلاف السندات التي تمنح حاملها نسبة محددة مسبقاً من قيمتها الإسمية.
4.جّرب صناديق الاستثمار
هي عبارة عن مجموعة من الصناديق المالية التي تحتوي على أسهم وسندات يقوم المستثمرون بشراء محتوياتها، ومن ثم العمل على استثمارها وفقا للمجالات الخاصّة بها، وقد يتم بيعها لاحقا بسعر أعلى من سعر شرائها، وهكذا يتم تطبيق مفهوم الاستثمار بطريقة صحيحة، وعادة تركّزُ صناديق الاستثمار على تحويل قيمة السندات والأسهم الصغيرة إلى قيمة كبيرة، في حال عدم رغبة مالكها في بيعها بسعر أعلى من سعر شرائها.
5.استثمر في أموال معفية من الضرائب.
يوجد العديد من خطط او الخيارات الاستثمارية التي تتميز بحوافز ضريبية. قد تجد مثلا حسابات ادخارية معفاة من الضرائب (قد تكون خطط مدخرات التقاعد أو خطط المدخرات الدراسية…) وهي طريقة لاستثمار أموالك وكسب دخل معفى من الضرائب.
أن فكرة الوفر الضريبي مرتبطة باستخدام الديون في التمويل للاستفادة من الوفر الضريبي الذي ينتج عن أدراج فوائد الاقتراض ضمن المصاريف مما يعمل على تخفيض الارباح للشركة وبالتالي يعمل على تخفيض الضريبة.
ارجع لمستشار مالي لتوجيهك إلى أفضل نوع مناسب لك. جِد الخطة المناسبة لك واستثمر فيها. سيوفر عليك هذا الكثير من أموال الضرائب، ويضيف لمدخراتك.
6.استثمر في خطط التقاعد.
لا يستطيع الفرد أن يعمل طوال حياته، فعندما يتقدم في العمر ستنخفض قدراته وتقل إنتاجيته، وبالتالي فإن التفكير في التقاعد مهم جدًا، ويجب على المرء بدء العمل على خطة تقاعده مبكرًا قدر الإمكان.
يجب أن تكون خطط استثمار التقاعد على قمة أولويات قائمة استثمارك، بل يجب أن تحتل المرتبة الأولى ويليها الخطط الاستثمارية الأخرى.
يجب أن تستمر في تحليل أهداف واستثمارات تقاعدك، ومع زيادة راتبك مع مرور الوقت، زِد الأموال التي تستثمرها في خطة التقاعد.
7.استثمار المال في مشروع
من خلال بدء مشروع خاص بك، احسن استثمار للفلوس، إنتاجي، أو تجاري، أو خدمي.. ممكن تنطلق من الامور التي تبرع فيها أو تحبّ القيام بها، وطبعا تستغل المهارات التي اكتسبتها خلال فترة عملك الوظيفي او المهني. أو تحويل هوايتك إلى مشروع، فإذا كنت تهوى الصيد، افتح محلا لأدواته، إذا كنت قارئا نهما وتعشق الكتابة ألف كتابا، حوِّل حبك للحلوى إلى حب لصناعة الحلوى… وظف فنك لخدمة عملك، فالأعمال العملاقة هي التي يتزاوج فيها كل من الفن والعلم والهواية.
8.زِد نطاق خططك الاستثمارية.
وزِّع أموالك في خطط متنوعة ولا تتمسك بشكل واحد فقط من أشكال الاستثمار.
إن تنويع استثماراتك معناه وضع جزء من استثمارات في سوق الأسهم مثلا، والبعض الآخر في السندات، وتنحية جزء منها كمبلغ نقدي (لتكون في متناول يدك عند ظهور فرص لشراء أصول مدرة للدخل)، واستثمار جزء في شيء آخر.. مثل العقارات. يقلل التنويع تقلب محفظتك الاستثمارية ومخاطرك.
سيساعد توسيع نطاق استثمارك على كسب المال من مصادر دخل متنوعة، ويُبقيك بعيدا عن الوقوع في ورطة مالية حقيقية إذا عصفت أزمة غير متوقعة بأحد استثماراتك.
9. فكر في الحصول على حِصة ملكية في مشروع.
عندما تستثمر مالك في عمل تجاري، فأنت تخلق أو تشتري جزء من نظام إنتاجي تأمل أن يحقق لك صافي ربح ناتج عن بيع المنتج أو الخدمة للمستهلك بسعر أكبر من سعر التكلفة.
يوجد طرق عديدة لاستثمار المال في ملكية عمل تجاري: انشئ شركتك الخاصة، أو ادخل شريكا في مشروع قائم، او اشتري حصة شخص آخر في شركة ذات ملكية خاصة أو شراكة، أو اشتري حصة في شركة عامة.
لو نظرنا للأمر من الناحية التاريخية، سنجد أن امتلاك عمل تجاري ناجح كان أكبر مصدر لجمع الثروة بين الرجال والنساء العصاميين، ويتفوق بذلك على العقارات التي تمثل ثاني أهم فئة أصول.
10.العقارات استثمار جيد.
بعد القيام باستثمارات صغيرة هنا وهناك، وعندما تبدأ بجني ثمار استثماراتك الاولى يمكنك أن تقرر لاحقًا الاستثمار في العقارات. إنه نمط استثماري تقليدي، لكنه يبقى أكثر خيارات استثمار المال شعبية.
لو اشتريت أرض أو منزل ستحقق أرباح لأن سعر العقار سيرتفع بعد مرور فترة من الزمن. إن احتمالية ارتفاع أسعار العقارات منخفضة بشكل عام، فالعقار يمرض ولا يموت، وبالتالي يُعتبر هذا استثمار طويل المدى.
تتحقق المكاسب سواء من خلال إعادة بيع العقار أو تـأجيره، وهما أمران مختلفان ويتطلب كل منهما اسلوب مختلف في اختيار العقار والتعامل مع العملية، لذلك من الهام أن تقرر أيهما تود أن تتبع منذ البداية.
11.استثمر ما هو أكثر من النقود.
أفضل استثمار هو ما تنفقه لتطوير ذاتك. هذا الاستثمار الوحيد الذي لن يتمكن أحد من انتزاعه منك. تؤكد دراسات حديثة أن ما تستثمره في ذاتك لا بد أن يغير جانبا من جوانب حياتك للأفضل.
لا يجب أن تكون خبيرًا في كل شيء ولكن يجب أن تعرف جيدًا ما هي حدود دائرة معرفتك وما هو خارجها وما يقع في دائرة اهدافك ويجب أن تتعلمه. يجب أن تعلم جيدًا ما هي نقاط قوتك وما هي نقاط ضعفك وهما من أهم الأشياء التي يجب أن تعرفها.
الهدف من الاستثمار هو تحقيق الحرية المالية، فكلما بدأت الاستثمار مبكرا، ستكبر استثماراتك وتبدأ عوائدها في الزيادة بحيث تفوق راتبك او دخلك الشهري من العمل، ساعتها تتقاعد وتبدأ تركز في إدارة هذه الأصول.