يوافق اليوم الذكرى الـ 91 لإعدام شهداء "ثورة البراق" الفلسطينيين الثلاثة: محمد جمجوم، وفؤاد حجازي وعطا الزير.
تفاصيل الأحداث
في 17يونيو/ حزيران الذى يوافق عند اليهود ما يسمونه ذكرى "خراب الهيكل" نظمت حركة بيتار الصهيونية المتطرفة مسيرة احتشدت فيها أعداد كبيرة من اليهود في القدس، واتجهوا نحو حائط البراق، وهم يصيحون "الحائط لنا"، وينشدون نشيد الحركة الصهيونية.
وفي اليوم التالي الذي وافق ذكرى الاحتفال بذكرى المولد النبوي انتفض الفلسطينيون للدفاع عن الأقصى، وخرجوا بمظاهرة حاشدة من المسجد باتجاه الحائط، واندلعت اشتباكات عنيفة امتدت بعدها إلى مدن وقرى فلسطين.
وأسفرت المواجهات عن مقتل 133 يهوديًا وجرح أكثر من 300 آخرين، بينما استشهد 116 مواطنًا فلسطينيًا وجرح أكثر من 200.
واعتقلت سلطات الانتداب البريطاني 900 فلسطيني، وأصدرت أحكامًا بالإعدام على 27 منهم، ثم خففت الأحكام عن 24 منهم، ونفذ حكم الإعدام في 17 يونيو/حزيران 1930 في سجن مدينة عكا المعروف باسم "القلعة" في ثلاثة فلسطينيين، هم: فؤاد حسن حجازي، ومحمد خليل جمجوم، وعطا أحمد الزير، الذين خلدوا في الذاكرة الفلسطينية.
السيرة الذاتية للشهداء
فؤاد حجازي
ولد في مدينة صفد-شمال فلسطين عام 1904. تلقى دراسته الابتدائية في مدينة صفد ثم الثانوية في الكلية الأسكتلندية وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت.
وشارك حجازي مشاركة فعالة في مدينته في ثورة البراق التي عمت أنحاء فلسطين عقب أحداث البراق سنة 1929 وقتل وجرح فيها مئات الأشخاص وقد أقرت حكومة الانتداب حكم الإعدام على كل من: فؤاد حسن حجازي، محمد خليل جمجوم، عطا الزير.
وكان حجازي الأول من بين المحكومين الثلاثة الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطاني في يوم 17يونيو/حزيران1930، بسجن القلعة بمدينة عكا، وأصغرهم سنًا.
وسمح له أن يكتب لأهله رسالة في اليوم السابق لموعد الإعدام، كتب وصيته وبعث بها إلى صحيفة اليرموك فنشرتها يوم 18يونيو/حزيران1930، بخط يده وتوقيعه، وقد قال في ختامها:
"إن يوم شنقي يجب أن يكون يوم سرور وابتهاج وكذلك يجب إقامة الفرح والسرور في يوم 17 حزيران من كل سنة، إن هذا اليوم يجب أن يكون يومًا تاريخيًا تلقى فيها الخطب وتنشد الأناشيد على ذكرى دمائنا المراقة في سبيل فلسطين والقضية العربية".
محمد خليل جمجوم
ولد بمدينة الخليل عام 1902م وتلقى دراسته الابتدائية فيها، وأكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية ببيروت وشارك في الأحداث الدامية التي تلت ثورة البراق ضد يهود صهاينة في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين.
وعرف محمد خليل جمجوم بمعارضته للصهيونية والانتداب البريطاني وبعد أحداث ثورة البراق أقدمت القوات البريطانية على اعتقاله في 1929م مع 25 من العرب الفلسطينيين وقد حوكموا جميعًا بالإعدام، إلا أن الأحكام تم تخفيفها إلى مؤبد، إلا عن الأبطال الثلاثة "حجازي وجمجوم والزير".
وكان تطبيق حكم الإعدام شنقًا في محمد خليل جمجوم الساعة التاسعة صباحًا.
عطا أحمد الزير
ولد في مدينة الخليل-فلسطين عام 1895م، عمل في عدة مهن يدوية واشتغل في الزراعة وعرف عنه منذ الصغر جرأته وقوته الجسمانية.
وكانت له مشاركة فعالة في مدينته في ثورة البراق. وتم إعدامه في سجن القلعة بمدينة عكا، على الرغم من الاستنكارات والاحتجاجات العربية. وهو كان أكبر المحكومين الثلاثة سنًا.