متابعات: يخلف كل عدوان على قطاع غزة، الكثير من ركام البيوت نتيجة القصف الإسرائيلي لمنازل المواطنين، ويحمل هذا الركام بين طياته ذكريات، فكان من بينهم الشابة الشابة سجى موسى 26 عاما، التي تبحث يوميا بعينيها عن بقايا منزلها المدمر، فتجمع قطع الزجاج والصواريخ؛ لتمارس هوايتها في الرسم والتنفيس عن مشاعرها المختلطة بعد انتهاء العدوان على قطاع غزة.
مشاعر مختلطة
تتذكر، سجى موسي، لحظة تلقي عائلتها اتصالات إسرائيليا يطالبونهم بإخلاء منزلهم، تمهيدا لقصف منزل مجاور لهم، مضيفا، أنه وبعد ساعات من إخلائه عادت سجي لتجد جزءا كبيرا من منزلها أصبح ركاما لا يصلح للسكن مجددا.
سجى خريجة قسم الأحياء، وامتهنت الرسم على الزجاج و"السيراميك"، بعد محاولاتها المتكررة التي باءت بالفشل للعمل في مجال دراستها، تقول إنها منذ 3 سنوات، قررت الاستفادة من هوايتها وموهبتها في الرسم، لكسب الرزق، ففتحت مشروعها الفني الخاص وبدأت بتسويقه على مواقع التواصل الاجتماعي، فلاقت إقبالا ملحوظا من الزبائن.
وتضيف سجي، مشاعر مختلطة من الحزن والألم والأمل في ذات الوقت راودتني، بعد قصف منزلي" تقول سجى، لاسيما بعد أن تفاجأت بحجم الدمار الذي أصاب المنزل بعد القصف، فجمعت قطع الزجاج المتناثرة في المكان، علها تستفيد منها في عملها بالرسم على تلك القطع وبيعها.
الرسم على الركام
وتشير، إلى جمعها لقطع الزجاج كي استفيد منها في عملي، لكني وعندما مسكتها للرسم، وجدت نفسي أخط عليها شعارات فلسطينية، عن الحرب والدمار، وحقنا في فلسطين، عن القدس والأقصى، عن الصمود الذي يتحلى به الفلسطيني أينما وجد.
أرادت سجى التنفيس عن مشاعرها بالرسم على بقايا الركام، وبقايا جدران منزلها المدمر، وأرادت من خلال ذلك أيضا أن توصل رسالة الشعب الفلسطيني، أثناء العدوان الإسرائيلي، لكل العالم بطريقتها الخاصة، حيث استطاعت أن تنشر صور رسوماتها على ركام المنزل لآلاف المتابعين عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتساهم ولو بجزء بسيط في الترويج لقضيتها الفلسطينية العادلة.
تفاجأت سجى بحجم التفاعل والتعاطف الذي أبداه المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف دول العالم، ما شكل دافعا قويا لها للاستمرار في الرسم والتصوير والترويج لذلك على الانترنت.