- شهداء وجرحى بقصف الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب مدخل قرية المصدر وسط قطاع غزة
خلال أسبوع واحد، تعرضت دولة الكيان الى هزات ربما لم تتوقعها أبدا، لا من حيث المضمون ولا الآثار، ولعل قادة الطغمة الحاكمة تعاملت وكأن الكونية السياسية، تماثل "بلادة" واقع المشهد الرسمي في بقايا الوطن، وحالة الاختطاف للوطنية الفلسطينية لن تفتح المجال لمطاردتها، سياسيا، قانونيا واخلاقيا.
وبعد أن أعلن أكبر صندوق تقاعد نرويجي عن تصفية أصوله في 16 شركة لعلاقاتها بالمستوطنات، بما في ذلك شركة معدّات الاتصالات العملاقة "موتورولا"، في أوائل شهر يوليو 2021، وما أحدثه من هزة سياسية – اقتصادية، أعلنت أحد أكبر شركات المثلجات العالمية، الأمريكية بن وجيري، بوقف بيع كل منتجاتها في المستوطنات داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، مفسرة ذلك بتناقضه مع قيم الشركة وأخلاقها.
بيان يحمل إدانة سياسية واضحة للمستوطنات، التي بدأت حركة الوعي العالمي بخطورتها تتسع، بصفتها شكل من اشكال جرائم الحرب والتطهير العرقي، والشركة الأمريكية بقرارها، تواصل ما سبق أن أصدرته منظمة "هيومن رايتس ووتش"، التي أصدرت تقريرا يمثل إدانة تاريخية لإرهاب دولة إسرائيل ونظام فصلها العنصري، بصفتها دولة أبارتهايد.
ومن ردة فعل دولة الكيان، على قرار الشركة الأمريكية، يمكن إدراك قيمة الحدث عالميا، ما دفع أحد الصحف العبرية، لتقول، ان "بن وجيري " أعادت حضور القضية الفلسطينية الى العالمية أكثر بكثير من رئيس السلطة محمود عباس.
التخليص العبري، استدلال لقيمة قرار الشركة، خاصة بعد أن رفضت الإدارة الأمريكية التدخل في تغيير القرار، معتبرة أن تلك شركة خاصة وليست حكومية، علما بأنها رفضت أيضا في وقت سابق التدخل في تغيير مضمون تقرير "هيومن رايتس ووتش"، وهي منظمة شبهة حكومية.
بالتأكيد، لن تقف دولة الكيان عند حدود ما حدث، وستواصل كل جهد ممكن لإنهاك الشركة، وتتهمها بكل أشكال الاتهامات، ولعل في ذلك فائدة جانبية مضافة تقوم بها حكومة سلطة الاحتلال، لتكشف كثيرا من مخزونها الإرهابي، خاصة داخل أمريكا، فالإعلام سيبدأ يقارن بين تهمها لشركة أمريكية كبرى، وكذبها الصريح، وما تقوم به دعايتها السوداء ضد الشعب الفلسطيني.
قرار الشركة الأمريكية نقطة فصل سياسية هامة، لترتيب مشهد مختلف عما كان سيطرة إعلامية – سياسية لدولة الكيان داخل أمريكا، وبالتأكيد لن تقف حدود القادم السياسي عند ما حدث.
وبالتوازي مع الصفعة الكبرى التي وجهتها "بن وجيري"، كشفت وسائل إعلام أمريكية وعالمية عن أحد أكبر الفضائح التجسسية، لن تزول بسهولة، وستبقى عالقة جدا في ذاكرة الدول والمؤسسات بل والأفراد.
فضيحة التجسس الأكبر، المعروفة باسم برنامج التجسس "بيغسوس"، وكيف أن دولة الكيان وقعت في فخ الدناءة السياسية، بل فتحت عليها نيران من كل مناطق الكون، وكشفت أنها دولة فقدت كل القيم السياسية، لا تقيم وزنا لأي "صداقة"، معركة لن تمر مرورا عابرا، خاصة وهناك دول كبرى ومؤسسات صحفية وإعلامية عالمية، ولن يقتصر أمر سقوطها على منطقة الشرق الأوسط، حيث كان لفضيحة التجسس أن تمر بصمت لو أنها لم تفتح الباب على دول ورؤساء كالرئيس الفرنسي ماكرون، ومؤسسات إعلامية كبرى.
دولة الكيان، ستحاول أن تستوعب آثار الزلزالين بالسرعة الممكنة، ولكنها لن تتمكن من محو آثار جرائم حربها وسقوطها الأخلاقي، الذي لم يعد بحاجة لبيان من الرسمية الفلسطينية لا يثير أحدا، ولا بيان عربي فقد كل روحه وقيمته، في دول ومناطق كانت الأقرب لتصديق "روايتها الكاذبة".
ومع دقات الصفعة الكبرى، والفضيحة الأكبر، أعلن مجلس حقوق الإنسان عن تشكيل لجنة ثلاثية للبحث في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل خلال حربها الأخيرة على قطاع غزة.
قرار سيعيد الاعتبار لنقاش ما تم الهروب منه طويلا، خاصة بعد إضاعة قيمة تقرير غولدستون بعد حرب 2008.
هزات كبرى ستترك بصماتها قوية جدا على صورة دولة الكيان وجرائم حربها وتطهيرها العرقي، وفضح جوهرها بأنه دولة أبارتهايد، وتلقي الضوء ساطعا على حقيقة الاستيطان ومخاطره السياسية – الإنسانية والأخلاقية.
فعل يتحرك وسيفتح طريقا جديدا في التعامل مع القضية الفلسطينية، لن تكون رواية المحتلين هي "السائدة" فذاك زمن قد ولى...!
ملاحظة: في ذكرى "أم الثورات العربية المعاصرة – 23 يوليو 1952"، تعود صورة زعيم الأمة جمال عبد الناصر حضورا وتأكيدا أن خيار مصر الوطني في التحرر والبناء، هو جزء من انتمائها العروبي..هي ولا غيرها الرافعة التي بها تحيا الأمة!
تنويه خاص: لم نسمع من السلطة وحكومتها في رام الله موقفا محددا بعدما قررت دولة الكيان وقف مبالغ مالية من أموال المقاصة توازي رواتب الشهداء والأسرى..لو ناسيين عطلة العيد خلصت شباب!