كل يقيس بطبعه، الوطن مش كيكة للقسمة والتقسيم والتقاسم، الوطن أغلى وأقدس وأهم، وفوق كل هذه المفاهيم الرخيصة والساقطة التي تسيطر على تفكير وممارسة وسلوك فصائل وشلل وأشخاص في الساحة الفلسطينية، والوطنية مش باب مرزق، بل قناعات راسخة وعطاء بلا حدود.
هؤلاء الباحثون عن الحصص نكبوا الوطن والمواطن كل بطريقته؛ لأنهم إما فاسد أو مفسد من الآخر ، حتى لو لبسوا كل أثواب الوطنية المزيفة ورفعوا الشعارات ذات الصبغة الوطنية أو الدينية.
ما يعيشه الوطن ويحياه المواطن على ضفتي نهر الجنون من معاناة وقهر وإرهاب معلن أو خفي هو التعبير الحقيقي عن بلاوي اللاهثين وراء الكيكة التي تعشش في أذهانهن المريضة، لكن جماعة الكيكة عندهم استعداد لحرق الأخضر واليابس ومغازلة العدو الإسرائيلي والاستعانة بكل من هب ودب لتحقيق مآربهم الدنسة.
والمهزلة الأدهى أن الأطراف الباحثة عن حصص من الكيكة الموهومة كل منهم يتهم الآخر بهذه الرزية وينفيها عن نفسه، شعبنا مش غبي ولديه ذاكرة قوية، قد يتناسى ولكنه لا ينسى، وينتظر لحظة حساب ومحاسبة لكل الأوباش وهي آتية لا محالة، ولم تعد تنطلي عليه قصص وخراريف علي بابا والأربعين حرامي وروايات عنترة بن شداد، فلسطين تستحق الأفضل، ولن تسقط الراية.