اليوم الثلاثاء 12 نوفمبر 2024م
تطورات اليوم الـ403 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مستوطنون يطعنون شابا ويصيبونه بجراح بمنطقة رأس بيت جالا في بيت لحمالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة بيت لقيا غرب رام اللهالكوفية قوات الاحتلال تقوم بتكسير محل سيارات قرب المسجد الكبير في بلدة الخضر جنوبي بيت لحمالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارة على شمال غزةالكوفية مدفعية الاحتلال تجدد قصفها العنيف لحي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مدينة بيت لحمالكوفية ذهبية لفلسطين في منافسات الرماية بالإماراتالكوفية تطورات اليوم الـ402 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مصادر عبرية: تفعيل القبة الحديدية في "إيلات" دون سابق إنذارالكوفية قوات الاحتلال تعتقل شاباً خلال اقتحام بلدة عزون شرق قلقيليةالكوفية مراسلنا: قوات الاحتلال تقتحم بلدة عزون شرق قلقيليةالكوفية إعلام الاحتلال: إصابة ٤ جنود جراء عملية دهس في مفترق الخضر قرب بيت لحمالكوفية إصابة شاب بجروح خطيرة برصاص الاحتلال خلال اقتحام بلدة الخضر جنوب بيت لحمالكوفية قوات الاحتلال تغلق مداخل بلدة تقوع المؤدية لمحافظة بيت لحم عقب عملية الدهسالكوفية جنود الاحتلال يطلقون النار على مركبة فلسطينية بداخلها شاب في بلدة الخضر جنوب بيت لحمالكوفية فيديو | إصابة 4 جنود إسرائيليين في عملية دهس غرب بيت لحمالكوفية جيش الاحتلال: قواتنا منتشرة في بيت لحم وتلاحق المركبة التي نفذ سائقها عملية دهس عند حاجز عسكريالكوفية جيش الاحتلال: مركبة فلسطينية اخترقت حاجزا غرب بيت لحم والسائق نفذ عملية دهس ولاذ بالفرارالكوفية إعلام الاحتلال: إصابة شخصين جراء عملية الدهس عند الحاجز العسكري قرب بيت لحمالكوفية

مجزرة الزعتر لن تندمل

11:11 - 14 أغسطس - 2021
عمر حلمي الغول
الكوفية:

خمسة واربعون عاما على مجزرة مخيم تل الزعتر البطل، الذي دفع فاتور غالية للدفاع عن الذات الوطنية، كان ثمنها تدمير وسحق المخيم، المقام على مساحة كيلو متر مربع واحد، وسقط من أبنائه ما يزيد على أربعة الاف فلسطيني من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب.
أبناء المخيم وعددهم يتراوح ما بين خمسين وستين الف نسمة لم يرفعوا راية الاستسلام والخنوع، بل قاتلوا قتال الابطال، وصنعوا ملحمة تراجيدية عظيمة في مواجهة الجوع والحصار والخنق اليومي والحرمان من الماء والدواء والكهرباء والهواء على مدار ما يزيد عن خمسين يوما في مواجهات قل نظيرها مع قوات القوى الانعزالية في المنطقة الشرقية من بيروت، وحيث تم التطويق الدائري الكامل للمخيم من الدكوانة وجسر الباشا وحي النبعة والكرنتنيا والمسلخ، وهذة المناطق كانت ذات اغلبية وطنية ومنحازة لقوات الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، بيد ان القوات المعادية تمكنت من السيطرة عليها بدعم من ما يسمى "قوات الردع العربية" وقبل ذلك من إسرائيل والولايات المتحدة
.
مع ان قوات الردع والصليب الأحمر تمكنوا من عقد اتفاق ما بين قوات الثورة الفلسطينية والقوات الانعزالية يوم السادس من آب/ أغسطس 1976، يتضمن خروج المقاتلين والمدنيين بالإضافة للجرحى من المخيم دون استسلام، ولكن دون أسلحة. لكن القوى المتصهينة، التي قامت عن سابق تصميم بنقض الاتفاق في اليوم التالي، أي في السابع من أغسطس عندما قاموا باطلاق الرصاص الحي من الرشاشات المتوسطة والثققيلة على الشاحنات الناقلة للمرضى والجرحى والمقاتلين الفلسطينيين العزل، وفي ذات الوقت قامت باقتحام المخيم من كل الاتجاهات، واطلقوا عليه ما يزيد عن 55 الف قذيفة مدفعية ودبابات. استباحت تلك القوات الاجرامية والفاشية الأطفال والنساء، وبقرت بطون الحوامل، واغتصبوا النساء، وقتلوا الشيوخ دون أي وازع إنساني او أخلاقي، كما قامت جرافاتهم بتسوية البيوت بالأرض مع كل تقدم لهم داخل المخيم. ومع ذلك لم يستسلم أبناء المخيم، واستشهدوا وهم يدافعوا عن هويتهم الوطنية، وعن ثورتهم، وعن الشراكة القومية الفلسطينية اللبنانية من خندق إلى خندق، ومن شارع إلى زاروب، ولهذا سمي المخيم ب"عرين الأسود". 
ومن القصص المؤلمة لأبناء المخيم، الذين حرموا من ابسط الحقوق، انهم لقاء الحصول على نقطة ماء واحدة كانوا يدفعون أرواح بعضهم، وحتى الزاد والطعام لم يبق منه شيئا، ولولا الصدفة المحضة نتاج وجود حبوب العدس المخزنة، لمات أهالي المخيم جوعا. مع ذلك دافع المقاتلون دفاع الأسد الجريح عن كل شبر في مخيم الباسل، الذي لن تموت ذكرى مجزرته المروعة والهمجية، ولن ينسى الشعب الفلسطيني ابناءه الذين سقطوا وهم يصدون الهجمات الانعزالية المتواترة. وبالتالي من يعتقد ان احياء ذكرى المجزرة البشعة للترحم على أرواح الشهداء، وكشكل من اشكال الوفاء لبطولاتهم فقط يكون مخطئا، انما تملي الضرورة التأكيد ان احياء الذكرى يهدف إلى : أولا تمجيد أرواح الاكرم منا، أولئك الخالدون في السجل الوطني؛ ثانيا للتأكيد ان المجزرة الاجرامية لن تندمل، ولن تموت، وستبقى حية في ذاكرة الشعب الفلسطيني؛ رابعا الإصرار على التمسك بحقوق الضحايا من الشهداء، وعدم التفريط بالقصاص ممن ارتكبوا تلك المجزرة إحياءًا كانوا ام امواتا.
ويخطىء من يعتقد، ان الشعب الفلسطيني سيغفر للقتلة ذات يوم؛ خامسا لتأكيد حق العودة لكل لاجئ فلسطيني إلى وطنه الأم، لإن النكبة كانت ومازالت اس كل المجازر والمذابح الوحشية، التي تعرض ويتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني
.
مجزرة تل الزعتر جزء اصيل من التراجيديا الفلسطينية، كانت صفحة خالدة عمدها الشهداء باساطير من معجزة الصمود غير مسبوقة من الدفاع عن شعبهم وثورتهم وهويتهم، وهي حلقة من سلسلة المجازر والمذابح الوحشية، التي تعرض لها الشعب الفلسطيني قبل النكبة 1948 واثناءها وبعدها وحتى الان، بتعبير آخر، هي الامتداد الطبيعي لمجازر دير ياسين والدوايمة وكفر قاسم وقبية ودير أيوب وبيت دراس والخصاص وعين الزيتون وبلد الشيخ وخانيونس وحروب غزة وجنين والقدس وصبرا وشاتيلا ... إلخ من عشرات المجازر، التي ارتكبتها العصابات الصهيونية وجيشها القاتل وحلفائهم الانعزاليين. وجميعها مازالت حية في ذاكرة الشعب العظيم، الذي سيقتص يوما ما من كل من تطاول عليه وعلى تاريخه وهويته وشخصيته الوطنية والقومية العربية والانسانية.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق