القاهرة: أكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، د. عبد الحكيم عوض، أن كل أشكال الكفاح الوطني الفلسطيني سواء على مستوى المظاهرات الشعبية، أو المواجهات مع الاحتلال، أو على صعيد انتفاضة شعبية فلسطينية سواء في قطاع غزة أو الضفة الفلسطينية، هي أشكال كفاحية ونضالية فلسطينية عبر التاريخ، تعتبر حقًا حصريًا للفلسطينيين، ما دام هذا الاحتلال جاثمًا على صدورنا منذ أكثر من 70 عامًا.
وأضاف د. عوض، خلال لقائه في برنامج "بصراحة" على شاشة "الكوفية"، مساء الخميس، أن استمرار الحصار الإسرائيلي الظالم لقطاع غزة، يدفع الشعب الفلسطيني إلى استخدام تكتيكات كفاحية ونضالية ضده.
وأوضح، أن الكفاح الشعبي يعزز الشعور الدائم بأنه لن يكون هناك هدوء، ما دام هذا الاحتلال الاستعماري للأراضي الفلسطينية مستمرا.
وتابع د. عوض، أنه "بعد انتهاء العدوان الأخير على القطاع، وما خلّفه من دمار هائل، ونتائج على مختلف المستويات اجتماعيًا واقتصاديًا وأمنيًا وإنسانيًا، استمر الحصار الإسرائيلي على القطاع حتى اللحظة.
وقال، إن "جمهورية مصر العربية، تدخلت بكل قوة، في محاولة لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بالوفاء بالتزامات التهدئة مع المقاومة الفلسطينية، إلا أنه لم يلتزم".
وأوضح د. عوض، أن الالتزامات تتضمن بدء إعادة إعمار ما دمره الاحتلال، والتخفيف عن العائلات الثكلى التي دمرت منازلها خلال العدوان، والتي تعيش حياة غير مستقرة، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.
ونوه، إلى أن خلال تلك الفترة كان يدور في الوسط حديث عن صفقة لتبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال.
وأكد د. عوض، أن المقاومة الفلسطينية خلال العدوان الأخير، حققت تراكمًا من الإنجازات المعنوية، دفع الاحتلال إلى الالتزام بقرار وقف إطلاق النار.
وبيّن، أن المجتمع الفلسطيني كان يحلم برفع الحصار، والتمتع بحقوقه الإنسانية بعد ما قدمه خلال العدوان الأخير، إلا أن الاحتلال أراد أن يضع العصا في الدولاب.
وأكد د. عوض، أن الاحتلال حاول خلال الأسابيع القليلة الماضية، أن يغير من قواعد الاشتباك، مشيرًا إلى أنه ذهب إلى قصف مواقع تابعة للمقاومة مقابل البالونات الحارقة، لتغيير قواعد الاشتباك إلا أنه لم ينجح، وأن المقاومة أعادت استخدام الوسائل الخشنة، التي كانت تعهدت بإخفائها في فترات سابقة، بهدف إرغام الاحتلال على الالتزام بما اتفق عليه مع الأشقاء المصريين.
وشدد د. عوض، على أن الأيام الماضية كانت مهيئة لعودة جولة من العدوان أشد ضررًا وأكثر إيلامًا لمجتمعنا الفلسطيني، إلا أن جمهورية مصر العربية أوقفت هذا العدوان.
وحول قرار السلطات المصرية، إغلاق معبر رفح بشكلٍ مفاجئ، قال عوض، إن خبر إغلاق المعبر أثار موجة من الشائعات، وهناك من صّور القرار انحياز مصر نحو الاحتلال في الضغط على الشعب الفلسطيني في غزة والمقاومة، كذلك وسائل الإعلام العبرية ذهبت في هذا الاتجاه، مشيرًا إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، عندما تستشعر أن استمرار فتح معبر رفح، يمثل امتيازا للفلسطينيين، فإنها تعكر الأجواء وتضغط دوليًا لإغلاق معبر رفح.
وأكد د. عوض، أن مصر لن تتوقف عن مهمة كبح جماح أي عدوان متوقع على قطاع غزة، وأن حكومة الاحتلال الإسرائيلي مستعدة للتحاور مع أي فصيل فلسطيني، مشددًا على أن حركة حماس ليست بصدد هذا التوجه، لا فيما يتعلق بصفقة التبادل أو تثبيت التهدئة، ولن تقبل بالتحاور مباشرة مع الاحتلال.
وفيما يتعلق، بالمظاهرات العالمية التي خرجت نصرة للقضية الفلسطينية مؤخرًا، شدد د. عوض، على ضرورة العمل على كسب هذا الانبعاث العالمي نصرة لقضيتنا، ويجب أن يبنى عليه ويستثمر.
وأكد د. عوض، أن زيارة رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت إلى واشنطن، يمكن أن تفضي فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، إلى بعض التسهيلات فقط، التي طرحها الرئيس محمود عباس، في ورقة تتعلق لعودة الأمور لما قبل "السور 2".
وأشار، إلى أن مواقف بينيت التي أعلنها قبل الوصول إلى واشنطن، تؤكد أنها نابعة من حكومة يمينية متطرفة، ترفض حل الدولتين.
ونوه د. عوض، إلى أن الورقة التي طرحها الرئيس عباس، تتعلق بالضفة الفلسطينية بشكلٍ أكبر، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية لم تفرض ذلك.
وقال، إن "هذا يعتبر قصورا وخطأ من القيادة الفلسطينية، ويجب الانتباه لانعكاساته على أبناء شعبنا الفلسطيني، والتمييز بين الضفة وغزة".
وأكد د. عوض، خلال لقائه، أن السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بقضية اغتيال الناشط السياسي، نزار بنات، لم تتخذ خطوات وقرارات على صعيد حرية الرأي والفكر، وسياسة تكميم الأفواه، أو ملاحقة الخصوم.
وتابع، أنه "لم يصدر أي قرار يطمئن الشعب الفلسطيني، على العكس بدأ التضييق على المعارضين السياسيين يزداد"، مشددًا على ضرورة أن تتخذ السلطة الفلسطينية خطوات عملية فيما يتعلق بقضية نزار بنات، موضحًا أنه في حال قررت عائلة بنات الذهاب للمحاكم الأوروبية، فإنه يعد تطورًا صعبًا.