القاهرة: تعاقبت ردود الأفعال المحلية، على إعادة اعتقال الاحتلال الإسرائيلي لـ4 من أصل الـ6 الذين تمكنوا من تحرير أنفسهم من سجن "جلبوع" الإثنين الماضي، في عملية هروب كبيرة عبر نفق من داخل السجن هدد منظومة الأمن الإسرائيلية بكل مكوناتها.
وتمكن الاحتلال من اعتقال زكريا الزبيدي، ومحمد العارضة، ومحمود العارضة ويعقوب القادري.
دلياني: إنجاز تاريخي يسجل للأسرى رغم إعادة اختطاف 4 أبطال
أكد المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح وعضو المجلس الثوري، ديمتري دلياني، أن عملية نفق الحرية التي انتزع من خلالها ستة أسرى الحرية رغم أنف السجان، إنجاز يسجل للأسرى بسجون الاحتلال كافة، رغم إعادة اختطاف 4 منهم على يد الاحتلال"، آملا ألا يستطيع الاحتلال اعتقال الأسيرين اللذين لا يزالان يتنسمان الحرية.
وأضاف دلياني في تصريحات صحافية، أن الاحتلال عندما يتعرض لمواقف كالعمل البطولي الذي نفذوه الأسرى يعود إلى طبيعته الهمجية التعسفية الإجرامية، مشيرًا إلى أنه مارس كافة التنكيلات بالأسرى في السجون المختلفة، وقمع المظاهرات، واعتدى على المصليين في المسجد الاقصى المبارك بالأمس، وكما أعلن جنين منطقة عسكرية مغلقة ونكّل بأهلها كعقاب جماعي.
وحذر دلياني من التعامل مع الإشاعات التي يروجها الاحتلال وإعلامه المزيف لتشويه الوعي الفلسطيني وإثارة الفتن.
مقداد: صمتنا السجن الحقيقي الذي نتوارى خلفه
وجه المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي ماهر مقداد، رسالة للأسرى الـ4 الذين اعتقلهم الاحتلال ليلة أمس، بعد أن فروا من سجن جلبوع الإثنين الماضي.
وقال، "إنها ليلة قاسية يا زكريا، أعلم أنك ورفاقك كنتم بلا سند وظهركم مكشوف، لقد واجهتم الموقف بشجاعة نادرة، صنعتم لنا نصرًا عظيمًا لكننا لم نضعكم في حدقات العيون كما يليق بكم".
وأضاف في تغريده له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "زكريا الزبيدي حرًا ونحن الأسرى رغم أننا خارج أسوار السجن"، واصفًا صمتنا بأنه السجن الحقيقي الذي نتوارى خلفه وانكسارنا هو أبراج المراقبة التي تحرس عبوديتنا.
منظمة التحرير: كل الشرائع والقوانين الدولية تعتبرهم أسرى حرب
بدورها، حملت منظمة التحرير الفلسطينية؛ حكومة الاحتلال والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة الأسرى الذين يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل الإجرامية في سجونه.
وأكدت المنظمة على لسان عضو لجنتها التنفيذية أحمد التميمي، أن كل الشرائع والقوانين الدولية تعتبرهم أسري حرب وتعتبر الاحتلال غير شرعي وما يترتب على ذلك من حقهم في مقاومته والحرية من أسره.
وطالبت المنظمة في بيان، بالتدخل الدولي من قبل الجهات المعنية للوقوف على ظروف اعتقال الأسرى الـ4، الذين نالوا حريتهم من سجن جلبوع النازي وأعاد الاحتلال اعتقالهم.
وحيا التميمي الأسرى الـ6 الذين انتزعوا حريتهم من بين أنياب الاحتلال وحطموا عنجهيته وإجراءاته وأجهزته الأمنية ووجهوا له ضربة حق بوجه باطل.
وأكد أن إعادة اعتقالهم لن تغير في الواقع شيء، فصورة هذا الاحتلال وتبجحه وغروره قد تم تحطيمها ولن يستطع ترميمها مهما فعل أو قتل أو اعتقل.
حماية: الحرية هدف يسعى إلى تحقيقه جميع الأسرى والمعتقلين
من جانبه، وجه مركز حماية لحقوق الإنسان، رسالة إلى رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فلسطين إليس دوبوف، حول إعادة اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي لـ4 أسرى انتزعوا حرّيتهم من معتقل "جلبوع" فجر الإثنين الماضي.
وقال المركز في رسالته، إن "السياسة التي تنتهجها قوات الاحتلال في تعاملها مع الأسرى الفلسطينيين تجعلهم يسعون لاسترداد حريتهم بكافة الوسائل حتى لو عبر طريق الهروب، مؤكدًا أن الحرية هدف يسعى إلى تحقيقه جميع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار المركز، إلى أنّ هذه الغاية بحد ذاتها لا تنطوي على خرق لقواعد القانون الدولي الإنساني، مشددًا على أنّ قواعد القانون الدولي الإنساني لا سيما أحكام اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة حظرت تعريض الأسرى والمعتقلين الذين ينجحون في الهروب لأي عقوبة بسبب هروبهم، كما حظرت أحكام القانون الدولي الإنساني اعتبار الهروب أو محاولة الهروب ظرفًا مشددًا للعقوبة.
وطالب مركز حماية؛ اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالقيام بدورها المنوط بها في ضمان عدم تعريض من أعيد اعتقالهم لعقوبات أشد من العقوبات التي كانوا قد تلقوها، أو اعتبار محاولة الهروب ظرفًا مشددًا للعقوبة.
وطالب المركز بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل إلزامها باحترام أحكام وقواعد القانون الدولي الإنساني وتحديداً أحكام اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة.
شؤون الأسرى: الأسرى الـ4 ممنوعين من لقاء أي محامٍ
فيما، حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من المساس بالأسرى الـ4 الذين أعادت سلطات الاحتلال، اعتقالهم، مؤكدة في بيان، أن إعادة اعتقال الأسرى، لن تضعف من عزيمة الأسرى ومعنوياتهم، محملةً سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياتهم.
وأكدت الهيئة أن طاقمها القانوني يبذل جهودًا حثيثة، لمتابعة مصير الأسرى الأربعة المعاد اعتقالهم، مساء أمس وفجر اليوم، ومعرفة ظروفهم الاعتقالية وأماكن احتجازهم.
وأشار محامي الهيئة خالد محاجنة، في تصريح إلى أنه حتى اللحظة لم يستطيع الطاقم القانوني، الوصول إلى معلومات حول ظروف الأسرى الـ 4 المعاد اعتقالهم.
ونوه إلى أن الأسرى الـ4 ممنوعين من لقاء أي محامٍ، لافتًا إلى أنه اليوم مساء اليوم، سيتم عرض الأسرى أمام محكمة الصلح، في ريشون لتسيون، للنظر في طلب تمديد اعتقالهم.
نادي الأسير: الأسرى قد يلجأون إلى الإضراب المفتوح عن الطعام
أكد نادي الأسير الفلسطيني، أن الأسرى في سجون الاحتلال ماضون في مواجهتهم المفتوحة، رفضًا للإجراءات العقابية والتنكيلية المضاعفة، التي تفرضها إدارة مصلحة السجون ضدهم.
وأوضح نادي الأسير، في بيان، أن الأسرى قد يلجأون نهاية الأسبوع الجاري، إلى الشروع في إضراب مفتوح عن الطعام، ينخرطون فيه تدريجيًا وعلى دفعات.
وأضاف، أن استمرار الخطوات التصعيدية من قبل الأسرى، مرهون برد إدارة السجون على مطالبهم، وأبرزها إلغاء العقوبات والتضييقات التي فرضت عليهم، ووقف عمليات الاقتحام والتنكيل المضاعفة بحقّهم.
الجبهة الديمقراطية: اعتقال الأسرى لن يمحو آثار الضربة والفضيحة
في السياق، حملت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة أسرى "عملية جلبوع".
وقالت الديمقراطية، في بيان، إن "اعتقال عدد من أسرى سجن جلبوع الذين انتزعوا حريتهم بإرادتهم الفولاذية، رغمًا عن الاحتلال وسجانيه وإجراءاته الأمنية المشددة، لن يمحو آثار الضربة والفضيحة المدوية التي تلقتها دولة الاحتلال الإسرائيلي ومنظومتها الأمنية محليًا وإقليميًا".
ودعت، الفصائل الفلسطينية والفعاليات الجماهيرية إلى تكثيف فعاليات الإسناد والدعم للأسرى في معركتهم البطولية، خاصة في مناطق التماس والاشتباك مع الاحتلال في الضفة الفلسطينية وفي القلب منها القدس المحتلة وفي قطاع غزة ومدن الداخل الفلسطيني المحتل.
وطالبت الديمقراطية، المنظمات الحقوقية والدولية وخاصة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، بتحمل مسؤولياتهم في توفير الحماية الدولية لأسرى " عملية جلبوع" من بطش الاحتلال وسجانيه وتحمل مسؤولياتهم تجاه الأسرى كافة.
ودعت الديمقراطية، وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية للحذر الشديد في التعاطي مع الأخبار والتصريحات التي تصدر من إعلام الاحتلال.
عودة: قضية الأسرى اليوم حاضرة بقوة
وعلق عضو الكنيست رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، قائلًأ،"إذا كانت قضية الأسرى تتراجع وتتقدم في الأولويات فهي اليوم حاضرة بقوة ، وإذا كان 6 أسرى قد اخترقوا السجن المباشر الضيّق والمحكم، فملايين الشعب الفلسطيني سيقطعون أنفاس الاحتلال العجوز، ويتحرر الشعب ويتحرر الأسرى".
البرغوثي: اعتقال الأسرى المحررين لا يقلل من إنجازهم البطولي
أكد أمين عام المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي أن اعتقال الأسرى المحررين لا يقلل من إنجازهم البطولي وخوضهم معركة بأيديهم العارية لأيام أمام الاحتلال بكل أجهزته وتقنياته وجيشه، وهذه الإرادة لن تهزم أبدًا.
وفي وقت سابق، تمكن 6 أسرى فلسطينيين من الفرار من سجن جلبوع، شماليّ البلاد، عبر نفق حفروه، بحسب مصلحة السجون الإسرائيلية.
يذكر قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل البحث عن الأسيرين مناضل انفيعات وأيهم كممجي اللذين كانا ضمن مجموعة الأسرى الـ6 الذين انتزعوا حرّيتهم فجر الإثنين الماضي من سجن "جلبوع" عبر حفرهم نفقًا أسفل السجن.
مزهر: أبطال "نفق الحرية" تَحولّوا إلى أيقونات نضالية خالدة
بدوره، أشاد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤول فرعها في غزة جميل مزهر يوم السبت، بالإقدامية والجرأة والشجاعة العالية للأبطال الستة الذين تَحولّوا إلى أيقونات نضالية خالدة في العقل والوعي الجمعي الفلسطيني بعد أن انتزعوا حريتهم انتزاعاً من قلب أكثر السجون الصهيونية تحصيناً، مؤكداً أن تمكن الاحتلال من اعتقال قسمٍ منهم بعد مطاردة واسعة لا يُقلل من الإنجاز النوعي الذي حققوه.
وذكر مزهر في بيان، أن الأبطال الـ6عندما تمكنوا من انتزاع حريتهم، كانوا يدركوا جيداً أن نتائجها ستكون إما الاستشهاد أو إعادة الاعتقال أو الاختفاء.
وأكد أن جماهير شعبنا التي خرجت لتتقاسم لحظات الأمل والألم مع ذوي الأسرى الأبطال قالت كلمتها بأنها ستجعل من أجسادها ودمائها متراساً يحمي أسرانا الأبطال.
وتابع، " رغم الألم الذي تركه إعادة اعتقال عدد من أسرى نفق الحرية، فلا مكان للحزن، والرد على ذلك بتصعيد الفعل الميداني القادر على حماية الأبطال من بطش وإرهاب العدو الصهيوني وتأمين الحماية لبقية أبطال نفق الحرية، مشددًا على ضرورة حماية أبطال الحركة الأسيرة من إرهاب الاحتلال الذي تحاول من خلاله مصلحة إدارة الارهاب الصهيوني الهروب من هزائمها والتغطية على فشلها الامني.
عصفور: "ثغرة الناصرة" لن تلغي قيمة "العبور الكبير"
أكّد السياسي والوزير السابق حسن عصفور، أنّ الوصول إلى مكان الأخوين عارضة وزكريا الزبيدي مع يعقوب قادري، يمكن وصفه بـ "ثغرة الناصرة"، مشددًا على أنّ "ثغرة الناصرة" لن تلغي أبدا قيمة "العبور الكبير"، الذي أحدثته الفرقة الفلسطينية في دولة أصابها ارتعاش من قمة الرأس الى أخمص القدم، مرورًا بكل خلية فيها، هزة لم تمر عليها منذ اغتصابها أرض فلسطين 1948، هزة ستصبح وصمة عار لن تزول أي كان ما تلاها.
وأضاف أنّ "ليس بطولة أبدًا أن تعتقل أبطال الفرقة التي كسرت هيبة دولة وكيان، بل ربما تمنوا أن يكونوا شهداء خيرًا، فالوصول الى حيث هم سيعيدهم الى حيث كانوا، فيما آثار العبور الكبير لن ينتهي بلحظة الاعتقال".
وأوضح أن "ثغرة الناصرة"، كشفت غياب عمق الاحتضان بعد العبور، مشيرًا إلى أن عملية المتابعة التي تكمل رحلة الفعل الثوري غابت، وتصل به إلى محطته الأخيرة.
ولفت إلى أن التخطيط لم يكتمل بغياب "فرق الدعم والإسناد" لحظة العبور، ما جعل الأسرى يجدون حلًا خاصًا بطريقة خاصة وسط كيان الأمن هو سيده، لأنه يخشى كل ذرة هواء أن تصيبه بعاهة.
وأكد عصفور، أنّ دروس العبور الكبير التي انتجها ستبقى حاضرة، وأن الفلسطيني لن يقبل وجودًا ضمن منطق المستعمرين، ولن تستمر حركة توسيع الاغتصاب، وطريق حريته لن يكون رهنا بيد عدوه، بل خياره دون غيره، ولعلها المسألة الأهم التي تعيد حرية الفلسطيني نقطة التفكير المركزية.
ولفت إلى أن "البعض الفلسطيني كان بمواقفه "ثغرة سياسية" حقيقية في ظهر عملية العبور الكبير، بنقله مواجهة العدو وارباكه، الى ارباك الداخل الوطني، عبر نشره كل أشكال الفتنة والإشاعة التي تنال من قيمة الفعل الثوري، بدلا من تعزيز قبضة الرد أخذت بمحاولة تقليم أضافر القبضة الوطنية".
ياغي : سحابة الخيانة لن تطول
من جانبه، قال الكاتب فراس ياغي، "أحزن بفخر وبصمت، الدمعة ترفض أن تخرج والعين تحبسها، فالحزن الصامت بلا دموع ينتصر رغم الألم الغارق في عمق القلب، لكن نبضاته شامخة وعصية عن الانكسار فداخل القلب محمود ومحمد ويعقوب وزكريا ومناضل وأيهم".
وأضاف ياغي، "هؤلاء الأقمار الـ6، أيقونات الوطن وطاقته النقية هم أعطوا للقلب نبضات العزة والكرامة، نبضات الحرية ولا شيء غير الحرية، قالوها لا تحزن فوعد الحرية قريب، وسحابة الخيانة لن تطول، وإذا حزنت فاحزن بزغرودة إم الشهيد، وصبر إم الأسير، احزن بفخر وبصمت".
وكانت قوات الاحتلال، أعادت فجر اليوم السبت، اعتقال الأسير زكريا الزبيدي، والأسير محمد العارضة، قرب بلدة الشبلي في منطقة الجليل الأسفل، وكذلك إعادة اعتقال الأسيرين يعقوب قادري، ومحمود العارضة، مساء أمس الجمعة، في الناصرة، وذلك بعد عدة أيام من تحرير أنفسهم وأسيرين آخرين، من سجن جلبوع.