غزة: قال محامي مؤسسة الضمير سامر سمعان، اليوم السبت، إن الأسرى يعانون من ظروف شديدة القسوة وحاطة بالكرامة، في ظل عقوبات جماعية " تصل حد التعذيب"، وذلك بعد لقائه "نبيل مغيّر" أحد الأسرى الـ 14 المعزولين في سجن النقب.
وأوضح أن الاسرى أعيدوا إلى سجن النقب وأدخلوا قسم 6 مجردين من حاجاتهم الشخصية في زنازين لا تصلح للاستخدام البشري، بعد حوالي 10 أيام من إحراق القسم وتفريق أسرى الجهاد الإسلامي منه على سجني إيلا وعسقلان، على خلفية تحرير 6 أسرى لأنفسهم من سجن جلبوع.
وأشار إلى أن الأسرى الـ14، في انقطاع تام عن العالم الخارجي، إذ لم يتلقوا زيارة من الصليب الأحمر أو أي طرف آخر قبل زيارة محامي الضمير لهم، بالإضافة لوجود 5 آخرين أسرى معزولين في زنازين أخرى بالنقب.
ووصف المغيّر، الزنازين التي احتجزوا فيها "بالكهف"، حيث وضع كل أسيرين في غرفة خاوية تفحمت جدرانها وأرضياتها والأبراش الحديدية فيها، كم أن رائحة الحريق في الغرف تفتت قصارتها مؤذية جدًا للأسرى ولا ضوء فيها، ولا تتوفر لديهم ملابس أو فرشات أو بطانية، حيث تحضر إدارة السجن فرشة وبطانية لكل أسير بعد منتصف الليل حوالي 12:30، ويسحبونها قبل شروق الشمس مع 6:00، "ومن يريد النوم بعدها يتمدد على صاج الأبراش المتهالك".
ويعاني الأسرى من البرد القارس ليلًا حيث طلبوا سترات من الإدارة دون استجابة، ما أدى إلى مضاعفات لأمراضهم من شدة البرد، كالباسور والالتهابات وآلام بالكلى.
وذكر المغير أن الإدارة لم تحول أحدًا منهم للعيادة، لافتًا إلى أن نوافذ الزنازين بلا زجاج ما يتيح دخول الزواحف والحشرات.
وأكد المغير شدة رداءة الطعام المقدم لهم، ومنعهم من إدخال الكانتينة من أي نوع بما في ذلك الدخان ومواد التنظيف، وتجاهل طلبهم لمعاجين الأسنان والفراشي، مؤكدًا أنهم أعادوا الأكل أكثر من مرة كخطوة احتجاجية ولكن دون جدوى.
وتحتوي زنازين الأسرى على حمام لقضاء الحاجة، ومغسلة يشربون منها، أما دوشات الاستحمام فهي خارج القسم ومن يريد الاستحمام يخرجه الحراس مكبلًا ليستحم ويعود، ومنذ 5 أيام فقط أحضرت الإدارة شامبو من قسم 7 وغيارًا لكل واحد منهم.
وأضاف المغير، "الأسرى لا يخرجون للفورة الاعتيادية وإنما يُخرجون كل أسيرين على حدة مكبلي اليدين، ولساعة واحدة فقط في منطقة مساحتها 3*6 متر ومحاطة بالسياج كالقفص".
ويشهد الأسرى ظروف عزل "غير مسبوقة" ومخالفة لقانون السجون وفق "المغيّر"، إذ لم يحوّلوا للمحاكم، ولم توجه لهم تهم أو يحدد السقف الزمني لعزلهم، ولم يتواصل معهم أي أحد من الإدارة.
وقال المغير، "الإدارة تتهمهم بشكل غير مباشر بأنهم المسؤولون الأساسيون عن حرق القسم وان أي خطوة منهم يمكن أن تواجه بشراسة شديدة".
وأضاف، "تخللت فترة عزلهم شبح اثنين منهم بغرف الانتظار ، بعد تقييدهم "بطريقة استفزازية" ونقلهم إليها، واستمر ذلك مدة أسبوع".
وبالإضافة للأسرى المعزولين في قسم 6، يقبع 5 أسرى آخرون في زنازين عزل النقب، حيث عزلوا لأسبوع بعد تحرير الأسرى ال6ـ لأنفسهم من جلبوع، بادعاء أن لهم علاقة "بهروبهم"، وتمدد عزلهم مرتين آخرها قررت حتى تاريخ 20/10/2021 " في ظروف عزل غير طبيعية وغير قانونية" كما أفاد أحدهم وهو الأسير "تميم سالم" أثناء لقائه محامي مؤسسة الضمير.
ويعايش الأسرى الـ5 ظروفًا صعبة حيث يبقى الأسرى مكبلي الأيدي والأرجل عند خروجهم للفورة "التي تشبه صندوق حديد بمساحة 3*3 متر"، ويعانون من ارتفاع درجة الحرارة الشديد نهارًا وانخفاضها ليلًا، وقد أصيب أحدهم بالتواء في ظهره نتيجة حركته أثناء تكبيله، ودخل 3 منهم بإضراب عن الطعام مدة 4 أيام، وعلقوه إثر تحسين بعض أمور الكانتينة وتجنباً لتعارضهم مع خطوات الأسرى الجماعية.
ويتعرض أسرى الجهاد الإسلامي في السجون عامة لإجراءات قمعية مشددة بعد نجاح 6 أسرى بتحرير أنفسهم من سجن جلبوع مطلع الشهر الماضي، حيث واجه أسرى الجهاد قرارًا بإخلاء أقسامهم ومنها قسم 6 في سجن النقب لتفريقهم على السجون.
واحتجاجًا على ذلك قاموا بإحراق القسم ، وتبع ذلك نقل الأسرى منه ثم إعادة 12 أسيراً منهم إليه، فيما عوقب جميع الأسرى الذين تواجدوا في قسم 6 بفرض غرامة قيمتها 4 آلاف شيقل ومنعوا من الزيارة والكانتينة.
ووفق المغيّر فإن كل من يمتنع عن الوقوف على العدد صباحًا من أسرى الجهاد في بقية الأقسام يُغَرّم 564 شيقل ويمنع من الزيارة والكانتينة لمدة شهر.
بدورها أدانت مؤسسة الضمير، ما تعرض له الأسرى من عقوبات جماعية وانتهاك صارخ لحقوقهم، مطالبة المؤسسات الحقوقية والدولية بالوقوف على دورها لضمان حقوقهم، وعلى رأسها الصليب الأحمر بزيارة الأسرى والاطلاع على ظروفهم والضغط بكل الوسائل الممكنة لرفع العقوبات الجماعية التي تحط من كرامتهم وتنتقص من آدميتهم.