الكوفية:رام الله: استنكر وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، الصمت الدولي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنه يشجع مجرمي الحرب الإسرائيليين على تدمير وتشويه وتزوير التاريخ والثقافة والمواقع التراثية في فلسطين.
واستعرض المالكي في كلمة دولة فلسطين أمام الدورة الـ41 للمؤتمر العام لمنظمة التربية والثقافة والعلوم "اليونسكو"، اليوم الخميس، الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية، وتحريض الاحتلال على المناهج التعليمية، واستهداف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وتطرق إلى جرائم الاحتلال بحق الأطفال والاعتداء على الصحفيين وحرية العبادة سواء في المقدسات المسيحية أو الإسلامية، خاصة في مدينة القدس المحتلة، والحملات الاستيطانية المتواصلة، كما حدث في الكنيسة الجثمانية، والمقبرة اليوسفية، ومنع أي فلسطيني من الدخول إلى الحرم الإبراهيمي الشريف بالخليل، في حين يتم السماح للمستوطنين بالدخول إليه، بالتزامن مع بدء بناء "المصعد الكهربائي"، والاستيلاء على مساحات واسعة من الأرض التابعة للموقع الأثري.
ولفت إلى محاولات تغيير الـ"status quo" في الحرم الإبراهيمي الشريف، وتحويله إلى ساحة حرب، والسماح لمجموعات استيطانية بحماية قوات الاحتلال بتنفيذ اقتحامات لباحات المسجد الأقصى، إضافة إلى منع المصلين المسيحيين من الوصول إلى الكنائس في الأعياد.
وأشار إلى محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتحويل الصراع إلى ديني، بما يخدم أجندة الاستعمار والأبرتهايد ويغير الوضع والمسمى التاريخي والقانوني القائم في القدس المحتلة، وإطلاق مسميات تزور المكان، كمسمى "جبل الهيكل"، وتغيير وضعه القائم، في انتهاك للقانون الدولي وحقوق شعبنا الفلسطيني، إضافة إلى الإجراءات الإسرائيلية الإجرامية في الخليل وقطاع غزة.
وأضاف المالكي، "آن الأوان لوقف الصمت الدولي والخروج عنه من قبل المسؤولين الدوليين، بمن فيهم المديرة العامة لمنظمة "اليونسكو"، وضرورة اتخاذ خطوات فعالة لحماية شعبنا الفلسطيني وتراثه ومحاسبة ومساءلة اسرائيل على جرائمها".
وطالب وزير الخارجية بإرسال بعثة الرصد التفاعلي لليونسكو إلى مدينة القدس القديمة وأسوارها، داعيًا المدير العام لليونسكو لاتخاذ التدابير اللازمة لذلك.
ووجه دعوة لأعضاء المجلس التنفيذي، ولجنة التراث العالمي لزيارة فلسطين، للاطلاع عن كثب على جرائم الاحتلال في مجال عمل المنظمة.
وشدد المالكي على التزام وتقدير دولة فلسطين العالي بأهداف اليونسكو السامية، والتي تعتبر جزءا من أهداف فلسطين الوطنية، من حيث مبادئ السلام والعدل والحرية وحقوق الانسان وبناء الحوار بين الثقافات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 من خلال التربية والعلوم والثقافة.
وأكد على الدور الذي تلعبه اليونسكو في الحفاظ على التراث والثقافة الفلسطينيين في ظل الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي الذي ينتهك بشكل ممنهج وموسع للنطاق القانوني الدولي، واتفاقيات المنظمة وحقوق شعبنا، سواء الحق في تقرير المصير أو الحقوق الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
ولفت إلى أن دولة فلسطين تتخذ العديد من الخطوات للاستجابة للتحديات المتعلقة بحقوق المرأة وتمكينها في المجتمع، والمساواة بين الجنسين، وتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة، معربا عن فخر دولة فلسطين بمرور عشر سنوات على انضمامها لعضوية منظمة اليونسكو.
وهنأ المالكي المدير العام لمنظمة اليونسكو أوزلاي لإعادة انتخابها، متمنيا لها النجاح، ومؤكدًا دعم فلسطين لعملها لتنفيذ الولاية الهامة لليونسكو.
وأكد أن شعبنا وقيادته متحدون في مواجهة جرائم الاحتلال، وحفظ روايته وحقوقه وسيورث هذه الرواية لأبنائه واحفاده حتى الحرية، والاستقلال والعودة.
يذكر أن المالكي وصل إلى العاصمة الفرنسية باريس للمشاركة في أعمال الدورة الـ41 للمؤتمر العام لمنظمة التربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، ومنتدى باريس الرابع للسلام، إضافة إلى عقد عدد من الاجتماعات الثنائية على هامش المؤتمر.