في خطوة تكميلية لبيان رؤساء الكنائس في القدس، ضد الإرهابيين الإسرائيليين الذين يستهدفون مسيحيي القدس، نشر البطريرك ثيوفيلوس الثالث مقالا هاما في صحيفة "تايمز أوف لندن" يوم السبت 8 يناير 2022 متحدثا عن الخطر الذي يتهدد الوجود المسيحي في المدينة المقدسة.
وبدون لغة التفافية، أشار البطريرك الى أن " "كنائسنا مهددة من جماعات إسرائيلية متطرفة... وعلى أيدي هؤلاء المتطرفين الصهاينة يعاني المجتمع المسيحي في القدس كثيرا"، "إخواننا وأخواتنا ضحايا لجرائم الكراهية. وتتعرض كنائسنا بانتظام للتدنيس والتخريب. ويتعرض رجال الدين لدينا للترهيب المتكرر".
فقرة تكثف مضمون وجوهر عملية التطهير العرقي التي تنفذها دولة الكيان في إسرائيل، من خلال جماعات منظمة تحمل مسميات مختلفة، لكنها جزء من أدوات الإرهاب اليهودي المتنامي ضد الوجود الفلسطيني، أرضا وممتلكات وأماكن عبادة دينية، لا تمييز بين هذا وذاك، أو دين وآخر، فكلهم سواسية أمام الفكر الإرهابي اليهودي في إسرائيل.
مقال البطريرك ثيوفيلوس، تزامن مع حملة التطهير العرقي التي تقوم بها دولة الكيان بشكل مباشر في حي الشيح جراح وحي سلوان بمدنية القدس، تحت مسميات مختلفة، لكنها جوهر الفكر الذي أشار اليه البطريرك من سياسة وفكر إرهابي وتصفية عرقية.
المقال يمثل خطوة كاشفة وهامة، لجوهر السياسية الرسمية الإسرائيلية التي تتسارع لفرض "حركة التهويد" في القدس خاصة، تحت ذرائع متباينة، ولقطع الطريق على حركة الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة، التي كانت شرارة المواجهة الكبرى سبتمبر 2000 واستمرت لـ 4 سنوات قادها الزعيم الخالد المؤسس ياسر عرفات تحت شعار "عالقدس رايحيين شهداء بالملايين".
حركة تصفية "الوجود الفلسطيني" في القدس التي تنفذها حكومات الإرهاب اليهودي في إسرائيل، لم تعد تقيم حسابا لأي بيان أو تصريح لهذا أو ذاك من مسؤولي الرسمية الفلسطينية، بل أنها لم تعد تقيم حسابا لحركة اللغو العامة، التي تنطقها مكونات العمل الفلسطيني، ولعل حرب مايو التي انطلقت من أجل القدس انتهت من أجل تحسين "نوع" الحصار في قطاع غزة وآلياته، لم تترك أثرا ملموسا لمواجهة التطهير العرقي والسياسة العنصرية المنفذة يهوديا ضد الفلسطيني.
المقال، ربما يمثل "صرخة خاصة" للدول الغربية والولايات المتحدة، لتدرك أن سياسية التطهير العرقي والسياسة العنصرية التي تمارسها إسرائيل، ليس ضد جانب فلسطيني دون الآخر، بل هي ضده بكل مسمياته ومكوناته، فالهدف تصفيته من المدينة المقدسة، سياسيا ودينيا واجتماعيا، لتصبح مدينة "يهودية نقية" خالصة من غير اليهود.
صرخة البطريرك ثيوفيلوس، يجب ان تكون صرخة نداء ليس الى الغرب ومسيحيهم بل الى الرسمية الفلسطينية والمكونات الفصائلية كي تعيد طريقها في التعامل مع "حركة التهويد" والتطهير العرقي والعنصرية، التي لم تهزها كثيرا في الشيخ جراح وحي سلوان، وتصنع من النداء حركة فعل لتطوير المواجهة الشعبية والدينية في آن، وأن تصبح القدس قبلة لحضورهم خاصة وأنهم يملكون "أدوات المرور"، ومن لا يستطع ليصنع نقاط مواجهة من عدم المرور.
مواجهة التهويد والتطهير العرقي لا تشكل مركز ثقل في السياسة الرسمية الفلسطينية، دون بيانات باتت مملة خاوية من حرارة الوصول.. لا تفعل شيئا بل تقف متفرجة على ما يحدث على مشاركة بعض من فلسطيني الداخل وإسرائيليين من رافضي العنصرية والتطهير العرقي، وكأن الأمر لا يمس ما تقول إنها العاصمة الأبدية لفلسطين.
ليتهم يعيدون "حركة الفعل المشتركة" لرموز الدين الإسلامي – المسيحي مع شخصيات المدينة لتكون عنوانا للمواجهة الميدانية، وليس تشكيل أطر ومسميات لمنح "ألقاب ووظائف" للبعض منهم، دون فعل أو شبه فعل سوى تشويه وجه العاصمة المقدسة دينيا ووطنيا.
بعض من "خجل سياسي" عل صرخة البطريرك قد يصيب "أولي الأمر" المؤقت عن حال فلسطين.
ملاحظة: شاكيد "المرأة الحديدية" لحكومة الثنائي ونصف.. وقائدة المجموعات الإرهابية اليهودية ركلت أنصار عباس بما تلبس في قدمها، بعد أن مررت مشروعها العنصري ضد لم الشمل...معقول تصحى مجموعة "محللي التهويد المستحدثون"...لو فيهم دم بلدي ممكن لو غيره قل سلاما!
تنويه خاص: مناشدة خنساء فلسطين أم الأسير ناصر أبو حميد لقادة القسام والضيف.. كي لا ينسوا ولدها من "الصفقة المنتظرة" ..تبدو كصرخة فقدان الأمل من تحرك سلطة وتنظيم لإنقاذ رمزا خاصا...يا ريت تسمعوا حكيها وتتحركوا عل وعسى يطلع منكم بعض من دبس.. رغم المثل المشهور...!