خاص: قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور مخيمر أبو سعدة، إن سياسة دولة الاحتلال تجاه الضفة وغزة والقدس المحتلة تختلف عن بعضها البعض، إذ أن إسرائيل تعتبر قطاع غزة كيانا معاديا منذ العام 2007، وتتمثل سياستها تجاه القطاع بالحصار الخانق على السكان والاستهدافات المباشرة للفصائل الفلسطينية خلال الاعتداءات المتكررة على القطاع، ناهيك عن تحكم الاحتلال بكل ما يدخل ويخرج إلى القطاع بحجة الذرائع الأمنية، مؤكدا أن هذه السياسة تبلورت منذ العام 2005.
وأضاف، خلال لقائه ببرنامج «حوار الليلة» على قناة «الكوفية»، أن سياسة الاحتلال تجاه الضفة والقدس تختلف عنها تجاه القطاع، حيث يَنظر إلى الضفة الفلسطينية كجزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل الكبرى المزعومة، معتبرا أن سياستها تتمحور حول استمرار الاستيطان وقطع أوصال المدن الفلسطينية عن بعضها البعض من أجل محاولة ضمها وفق الخطة الإسرائيلية.
وتابع، أن سياسة الاحتلال تجاه القدس بدأت منذ العام 1967 قبل الاستيلاء على القدس الشرقية فعليا في العام 1980، مؤكدا أن سياسة الاحتلال تجاه القدس تهدف لتفريغ المدينة المقدسة من سكانها الأصليين ومحاصرتها بالاستيطان وغيرها من الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدينة من أجل تغيير وضعها القانوني والديمغرافي.
وأشار، إلى أن قطاع غزة يعاني من الحصار وتفشي الفقر والبطالة، وخاصة بين صفوف جيل الشباب من خريجي الجامعات وغيرهم، والتي وصلت إلى أكثر من 65 %، محملا الاحتلال المسؤولية عن تفاقم الوضع المعيشي في القطاع، بالإضافة إلى سياسة السلطة الفلسطينية بسب وقف التوظيف في القطاع منذ خمسة عشر عاما.
وأشار أبو سعدة إلى أن حركة حماس تتحمل أيضا مسؤولية ما يحصل في القطاع من تفاقم للأزمات المعيشية أيضا، موضحا أن سياسة التقليصات لدى وكالة الغوث الأونروا فاقمت من الأزمة المعيشية.
وقال، إن التهدئة في القطاع مرتبطة بفعل سياسات دولة الاحتلال، حيث تتمحور التهدئة حول إعادة إسرائيل لجنودها المأسورين في القطاع منذ العام 2014 واستمرار الهدوء وعدم زيادة وتيرة التصعيد مع القطاع بما يخدم أمنها، معتبرا أن سياسة حكومة بينيت لا تختلف عن سابقاتها إلا في الإشكاليات مؤكدا أن إسرائيل تسعي لجعل قطاع غزة رهينة بأيديها، تتحكم في كل ما يدخل ويخرج من القطاع وفق وصفه.
ولفت، إلى ضرورة تعليق الاعتراف بإسرائيل والتحلل من الاتفاقيات الموقعة من قبل منظمة التحرير، إلا أن قيادة السلطة لم تنفذ ذلك، مؤكدا على ضرورة تشكيل جبهة وطنية وتوحيد النظام السياسي لمواجهة مخططات الاحتلال وحكومته العنصرية.