- مستوطنون يطعنون شابا ويصيبونه بجراح بمنطقة رأس بيت جالا في بيت لحم
لا تزال تفاعلات عملية بئر السبع، التي نفذها الشاب الفلسطيني محمد أبو القيعان يوم الثلاثاء، متواصلة في داخل دولة الفصل العنصري، تفاعلات أدت لسقوط الكثير من محاولات "المكيجة السياسية" التي حاول رئيسها اسحق هرتسوغ أن يرتديها منذ أن وصل إلى "المنصب الشرفي".
يوم الثلاثاء، نقلت كل وسائل الإعلام العبرية قبل غيرها، لحظة قيام رجل بعملية قتل منفذ العملية، في مشهد "إعدام حي"، لشخص كان يمكن السيطرة عليه بوسائل أخرى، لكن "الحقد الخاص" أدى إلى ذلك الفعل، الذي يمثل جريمة حرب كاملة الأركان، لا تحتاج كثيرًا من الجهد لاستخدامها لتبيان حقيقة الجرم المشهود.
ولكن، في اليوم التالي، خرج رئيس دولة الفصل العنصري هرتسوغ، ليعلن فخره بذلك العمل القبيح، قائلا للمجرم القادم من أوزبكستان: "لقد تصرفت ببطولة ورباطة جأش...أريد أن أحييك وأقول لك شكرًا.. لقد شاهدتك على التلفزيون وكنت فخورًا جدًا".
تصريحات هرتسوغ، التي تؤكد أنها عملية إعدام على الهواء، اعتراف صريح بأنه يفتخر بجريمة الحرب ضد الشاب أبو القيعان، لأن القاتل استخدم الرصاص بهدف القتل المباشر، وليس لمنع قيام الشاب بتنفيذ أي عمل آخر، كان له أن يطلق الرصاص على ساقيه، أو أي منطقة بجسده ما يؤدي لوقف حركته، ومنعه من التصرف ضد آخرين.
افتخار رئيس دولة الكيان بتلك الجريمة، يفترض أنها مادة قانونية رسمية يجب ان تعمل عليها، السلطة الرسمية الفلسطينية، وترسلها كمادة توثيقية، أولا بارتكاب جريمة حرب علنية، ثم الإشادة من رأس الكيان بها، ولا يجب أن تصاب بأي تردد بذلك، بعيدا عن أي فعل قام بها الشاب المغتال على الهواء.
القاتل، هو رجل يحمل سلاحا بدون ترخيص، أي أنه من عصابة إرهابية تعمل ضد أهل المنطقة وسكانها الفلسطينيين، ضمن حركات الإرهاب المنتشرة مؤخرا فيها، ما يمنح الشهادة قوة مضافة.
ويبرز هنا ضرورة قيام منظمات حقوق الإنسان في فلسطين، وكذلك مركز بيتسيلم الإسرائيلي بالعمل على توثيق جريمة الحرب الجديدة مع أقوال هرتسوغ، وكل مسؤول في الكيان، أشاد بها، كوثيقة إثبات على الحدث المكمل لجرائم حرب سابقة.
ولا تتوقف أبعاد عملية "إعدام" أبو القيعان عند حدود القتل خارج القانون، بل بها رائحة عنصرية كريهة كونه غير يهودي، في التنفيذ والإشادة، لو كان الشخص ذاته، وبذات الفعل تم إعدامه بتلك الطريقة وبذات الظروف، لقامت قيامة كل مسؤولي دولة الكيان، ولأصبح "نموذج للشر المطلق".
ومجددًا، بعيدًا عن الموقف من عملية بئر السبع، ومنفذها، تأييدًا أو رفضًا أو إدانة، فكل ذلك لا يمنح الحق لارتكاب جريمة حرب موثقة، ما دام هناك طرق غيرها، وخاصة أن المنفذ ليس من أدوات "تنفيذ القانون"، وإشادة رئيس الكيان ومسؤوليه بها، هو تأييد صريح للقيام بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطيني، حيثما أمكن ذلك.
وكي لا تمر تلك الجريمة بغطاء العملية، مطلوب من السلطة رسميا ومعها منظمات حقوق الإنسان العمل لفضح ما حدث، جريمة ميدانية وجريمة سياسية... الصمت يصبح جريمة مضافة!
الإشادة السياسية بتلك الجريمة، هي رسالة تشجيع لكل "الحركات الإرهابية اليهودية"، خاصة الاستيطانية لتنفيذ جرائم قتل الفلسطيني تحت أي ذريعة، ومنها عدم القدرة على منعه، وقد سبق ذلك عشرات الجرائم التي ارتكبت في الضفة والقدس وقطاع غزة.
تصريحات قادة دولة الفصل العنصري، تمثل حوافز مضافة للإرهابيين اليهود للقيام بكل ما يمكنهم قتلا، ما دام الأمر يتعلق بفلسطيني، دون أن يحسب حسابا لعقاب حقيقي.
والسؤال، لكل من أدان عملية الشاب أبو القيعان، هل من موقف بعيدا عن "الابتزاز العاطفي" لجريمة إعدام على الهواء، وصلت إلى اعتبارها من مسؤولي دولة الأبرتهايد فخرا وربما يمنح وساما خاصا.
أن تدين عملية فلك ما تراه، ولكن الصمت على الجريمة التالية بإعدام رجل حي خارج القانون فذلك عار سياسي مكتمل الأركان.
ملاحظة: منذ زيارة رئيس "دولة الفصل العنصري" إلى تركيا وقيادة حماس جميعها في الخارج فقدت القدرة على الكلام...لعل المانع خير مع أنه واضح صمت رغم أنفه...درس جديد في مسار دروس التعليم لكيف لك أن تكون ابن بلد مش غيره.. والباقي عندكم!
تنويه خاص: الإعلام الأمريكي كأنه وجد في رئيسهم بايدن وسيلة تسلية سياسية خاصة.. كل يوم خبر عنه لا يترك شاردة ولا وارده وأخرها بعد زيارة الأسد للإمارات طلع ما عندوش خبر غير من الإعلام.. عهيك يمنح له لقب جديد.. "رئيس غفلة"!