الخرطوم: بشعف وحب متبوع بدقة وأصالة، يواصل الفنان السوداني أبو بكر الشريف، جهوده في نشر فن الفسيفساء بين أبناء شعبه في بلد لا يحظى فيه هذا الفن بشعبية كبيرة.
يعمل الشريف البالغ من العمر 46" عامًا" في فن تجميع وصنع لوحات الفسيفساء منذ 17 عامًا ويقوم بتدريس الفنون للطلاب والهواة منذ نحو 12 عامًا.
يقول الشريف، "للأسف الشديد ليس لدينا اهتمام بفن الفسيفساء في السودان ويكاد يكون غير موجود، والحمد لله أنا بدأت بقدر الإمكان أو بقدر مقدرتي أن أنشر هذا الفن وبدأت تدريب طلاب ويسعدني نجاحهم".
وفيما يتعلق بفن الجداريات، أوضح " نحن نسافر للخارج ونجد الجداريات واللوحات للشخصيات الوطنية وللأسف الشديد نحن ليس لدينا هذا الشيء".
يطمح الشريف إلى التعاون مع كل من الفنانين والشركات لملء الأماكن العامة بصور فسيفساء لشخصيات وطنية مهمة، متمنيًا لو يتمكن هو وغيره من الفنانين المهتمين من إنجاز هذه الأعمال.
ويضيف، "أناشد المسؤولية المجتمعية في الشركات أن تساهم بمبالغ مالية بسيطة لعمل جداريات للشخصيات"، متمنيًا أن تمتلئ السودان بالشخصيات الوطنية والقومية والدينية للتعرف عليها.
ويتابع أبو بكر، أن "المواد الخام التي يستخدمها في صناعة قطع الفسيفساء، وخاصة أنواع الزجاج المختلفة، صعبة المنال وباهظة الثمن، حيث يحتاج إلى استيرادها من الخارج.
ويستخدم أبو بكر الشريف حاليًا السيراميك وهو أرخص سعرًا ومن السهل العثور عليه في السودان، متغلبًا على غلاء أسعار الفسيفساء.
ويردف بالقول، "المواد للأسف الشديد غير متوفرة وغالية، وهناك مواد بديلة نعمل بها وبالسراميك وأعتقد أننا وصلنا لحلول لطيفة جدًا في معالجة السيراميك".
على الرغم من جهود أبو بكر الشريف وإدخال الفن في مناهج الفنون الجميلة والتطبيقية، يشير الشريفإلى أن هذا الفن نادر في السودان رغم أنه منتشر بصورة أكبر في شمال أفريقيا والمناطق التي كانت تحكمها الإمبراطورية الرومانية في مرحلة تاريخية ما.