- مراسلنا: 3 شهداء وعدة مصابين في قصف إسرائيلي على خربة العدس شمالي مدينة رفح
في يوم 2 يوليو 2022، نشر موقع عرب نيوز بالإنجليزية مقالًا لرئيس المؤتمر اليهودي العالمي رونالد لودر، تحت عنوان "خطة مارشال للشرق الأوسط، تقدم بها كمقترح للرئيس الأمريكي جو بايدن قبل زيارته، التي وصفها بالتاريخية، إلى منطقة الشرق الأوسط.
لودر، وبعد التأكيد على أهمية الطاقة ومكانة العربية السعودية الخاصة لأمريكا، أفرد غالبية مقترحه في المقال حول القضية الفلسطينية والصراع الطويل، وأشار إلى ضرورة أن "تحل واحدة من أطول الصراعات التاريخية -وهو الصراع الذي يمنع الشراكات القوية والسلام طويل الأمد في المنطقة".
اعتراف هام من شخصية يهودية مركزية، بأن القضية الفلسطينية، رغم كل ما تحقق عربيا ودولة الكيان من تعاون وتطبيع وصل إلى درجات غير مسبوقة، بل أفقدت البعض أملا في أن أنها لا تزال قيد الاهتمام "المركزي" العربي.
يقول لودر "حيث أن هناك عدد متزايد من القادة العرب في جلسات خاصة يرغبون بشدة في اتخاذ نفس الخطوات تجاه المصالحة مع إسرائيل التي شهدناها مع اتفاقات إبراهيم في عام 2020، لكنهم لا يستطيعون فعل ذلك حتى يتم التوصل إلى حل مع الفلسطينيين، وقول أحد المسؤولين إنه سيكون سعيدًا إذا رأى على الأقل جهدًا أكبر من الجانب الإسرائيلي". (ربما هنا يقصد تحديدا العربية السعودية)
جوهر مقترح لودر يستند إلى البعد الاقتصادي كبوابة حل ودمج في آن لقضية الصراع الدائم، مستفيدا من "خطة مارشال" الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية لإعادة بناء أوروبا، ويراها تمكنت من تحقيق نتائج هامة، يمكن الاستفادة منها، وفق خطة جديدة، يكون أطرافها أمريكا ودول عربية وبالطبع الكيان وفلسطين.
يرى لودر، أن هذا هو الوقت المناسب بالضبط لتقديم مبادرة جديدة للفلسطينيين، لا يمكنهم رفضها، وان الخطة كفيلة بوضع نهاية للصراع خلال 3 – 5 سنوات من خلال "حالة رفاه يتمتع بها الفلسطينيون".
ربما يرى البعض ان مقترح لودر "المارشالي" يحمل طاقة إبداعية في تحريك القضية المصابة بعقدة الحراك، بعدما قامت دولة الكيان بحربها بعد قمة كمب ديفيد 2000 لمدة 4 سنوات واغتالت الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، الذي كان الشريك المقابل لإسحق رابين رئيس حكومة إسرائيل الذي تم اغتياله بيد يهودية بعد توقيع اتفاق إعلان المبادئ.
"خطة مارشال" اليهودية، تحاول الالتفاف على جوهر القضية الوطنية، عبر بوابة جديدة يعتقد مقدمها أنها جديدة، من حيث البعد الإقليمي، رغم ان محاولة ترويج "السلام الاقتصادي" الذي بدأ، من شمعون بيريز إلى الخطة التفصيلية حول ذلك، التي قدمها جون كيري " وزير الخارجية الأمريكية عام 2013، كمحاولة دمج الفلسطينيين وليس فصلهم في بوتقة حل اقتصادي رفاهي، حتى خطة ترامب.
حاول "لودر" في مقترحه الجديد، إعادة الرئيسي من أفكار سابقة، مع بعد إقليمي خاص، ودور محدد لمصدر الدعم والأموال الكفيلة بذلك، خلافا لما سبق من أفكار وخطط.
ولكن، ما يمكن أن يكون "القاسم المشترك" بين ما سبق ومقترح لودر المارشالي، الهروب من الاستحقاق السياسي – السيادي لدولة "فلسطين الجديدة"، ومستقبل الوجود الاستيطاني، وقضية القدس بمستقبلها (غربية وشرقية) وفقا لاتفاق إعلان المبادئ (أوسلو) ومكانة الأماكن المقدسة حرما وكنيسة وبراق إلى جانب قضية حق اللاجئين والحل المنتظر لها.
"خطة مارشال" اليهودية المستحدثة لكل ما سبق من أفكار تتعلق بـ "السلام الاقتصادي"، ربما تكون جزء من "حقيبة بايدن وفريقه في الرحلة القادمة، لتقديم "عرض جديد"، تبدو كمحاولة جادة في الذهاب نحو "حل الدولتين"، الذي كان أيضا ضمن خطة أمريكية عرضه الرئيس بوش الابن يونيو 2002، دون ان تتقدم خطوة واحدة نحو جدية نحو الحل، رغم أنها استلمت "ثمنها السياسي" بالخلاص من الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني ومؤسس الكيانية الفلسطينية الأول.
ربما يتطلب ذلك من الطرف الفلسطيني، الذي قدم كثيرا من التنازلات المسبقة لأمريكا، من وقف كل خطوة تفك ارتباط ما بدولة العدو القومي، إلى دم شيرين أبو عاقلة، والتباطئ الكبير في الذهاب إلى "الجنائية الدولية"، أن يفكر في وضع رؤية بديلة لتلك "الخطة المارشالية"، دون رفض مطلق ولكن بتعديل مسارها لتبدأ من الحق السياسي – السياسي نحو الاقتصادي.
يتطلب الأمر، رؤية شاملة تفصيلية تنطلق من قرار الأمم المتحدة 19/ 67 لعام 2012 حول دولة فلسطين، إلى تقرير المحكمة الجنائية الدولية حول مكانة دولة فلسطين وسيادتها على الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.
تحضير "رؤية وطنية فلسطينية شاملة" مستفيدة من "خطة مارشال" ضرورة سياسية لقطع الطريق على تقديم رؤى من طرف واحد، تجد لها آذان صاغية عن الأطراف العربية والإقليمية، تفرض واقعا في غياب الرؤية الفلسطينية، ليصبح كأن "المال هو الحل".
رغم محاولة لودر تشويه الموقف الفلسطيني مستغلا سقطات الأمير السعودي بندر بن سلطان في حركة اتهام القيادة الفلسطينية برفضها مقترحات لحل سياسي، وهو كاذب بنسبة 100%، -سبق أن كتبت "ثلاثية" ردا على ذلك -، لكنها تحرك بعضا من جوانب السكون لا يجب أن تمر بهدوء.