في 22/5/2017، تمت الدعوة لقمة أمريكية إسلامية في الرياض، حضرها الرئيس الأميركي المهزوم ترامب، وقادة 54 دولة إسلامية، لم تسفر نتائجها عبر بيانها المتضمن 1083 كلمة، لا كلمة واحدة عن:
- فلسطين وحق شعبها في استعادة حقوقه التي أقرتها الأمم المتحدة، حقه في الدولة وفق القرار 181، وحقه في العودة وفق القرار 194، وقرار الانسحاب وعدم الضم 242.
- وعن انتهاكات المستعمرة لقيم حقوق الإنسان، والجرائم التي قارفتها بحق الشعب الفلسطيني، واستمرار احتلالها لكل فلسطين وللجولان السوري ولجنوب لبنان.
في الحالتين تم ذلك بضغط أمريكي خدمة للمستعمرة ومواصلة برنامجها الاستعماري التوسعي الاحتلالي.
في القمة العربية التي عقدت في الظهران، بعد أقل من عام من القمة الإسلامية الأميركية يوم 15/4/2018، صدر بيان القمة العربية متضمناً 1548 كلمة، مقسمة على 29 بنداً، تناول البيان من البند رقم واحد حتى البند رقم سبعة قضية فلسطين، أي ربع محتويات البيان عن فلسطين، وضد سياسات المستعمرة وإجراءاتها الإجرامية، بما فيها رفض الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية الصادر بين القمتين يوم 6/12/2017.
الرد العربي والإسلامي على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للمستعمرة تمثل بقرارات اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ يوم 8/12/2017، والقمة الإسلامية الطارئة في اسطنبول يوم 13/12/2017، واجتماع اتحاد البرلمان العربي في الرباط يوم 18/12/2017، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23/12/2017، تدلل جميعها على فشل سياسة ترامب، وتعكس مدى انحياز أغلبية المجتمع الدولي نحو فلسطين، ورفضها لمجمل سياسات المستعمرة التوسعية الاستيطانية الاحتلالية، نحو الأسرلة والعبرنة والتهويد.
تمكن ترامب عبر أدواته من فرض التطبيع على عدد من البلدان العربية، وخلق عدو بديل للمستعمرة هو إيران، التي نختلف مع العديد من سياساتها وعناوينها وأولوياتها، ولكنها ليست العدو الذي لا يمكن التوصل معه إلى تفاهمات وإيجاد القواسم المشتركة معه، وإيران حال تركيا وأثيوبيا، حيث نتعارض معها في هذه القضية أو تلك، بهذا العنوان أو ذاك.
مقبلون على قمة أميركية عربية في جدة، يسعى من خلالها الرئيس الأميركي الضعيف جو بايدن تحسين شروطه الانتخابية داخل الولايات المتحدة عشية انتخابات الكونغرس النصفية في شهر تشرين ثاني القادم 2022، وتجيير الاهتمامات العربية ودفعها ضد الشيطان الروسي والتضامن مع أوكرانيا، أي إعطاء الأولوية لمعركته الدولية ضد روسيا، من خلال زيادة ضخ النفط العربي، والحفاظ على مستوى أسعاره، تأميناً لمقاطعة النفط والغاز الروسي، ويسعى نحو التهدئة لدى المناطق العربية الساخنة، ومواصلة تبريدها: في فلسطين، وسوريا والعراق واليمن وليبيا، وبقاء الاشتعال فقط في أوكرانيا بهدف استنزاف روسيا ومنع انتصارها، مثلما يعمل على إبقاء حالة القلق نحو إيران، لتكون هي العنوان الأول للتوتر والاحتقان في منطقتنا، فهل يُفلح في ذلك؟.
التفاهم الثلاثي الأردني العراقي المصري، خلق أرضية مشتركة، ونجاح بغداد في التوصل إلى إزالة العديد من عناوين التصادم الإيرانية السعودية تمهيداً للقاء المقبل بين الرياض وطهران على مستوى وزراء الخارجية، ولقاء عمان بين طرفي المعادلة اليمنية لتجديد وقف إطلاق النار في اليمن، دلائل ومؤشرات تصب في اتجاه تماسك الموقف العربي، المأمول في جدة، وهذا ما يمكن أن يشكل الحد الأدنى المقبول في ظل معطيات الحروب البينية العربية، ولعل طهران تدرك أن مصلحتها مع العرب، وليس مع بعضهم أو من خلال التسلل في تخريب مساماتهم؟؟.