- مراسلنا: 3 شهداء وعدة مصابين في قصف إسرائيلي على خربة العدس شمالي مدينة رفح
منذ ما أسموه الربيع العربي الذي دعمته امريكا وحلف الناتو حيث إستنجدوا بهم تحت عنوان ضرب الأنظمة المستبدة وقوتها العسكرية كما حصل في العراق اولا ومن ثم ليبيا وسوريا واليمن وفي تونس ومصر تم الضغط على الجيش وفرض الأمر بتنحي المقبورين الرئيس مبارك والرئيس زين العابدين بن علي...ورغم قناعتي بأن خروج الجماهير للشارع ضد الفساد والإستبداد هو مظهر طبيعي ومطلوب الا ان تحول ذلك لعنف مسلح بتوجيهات خارجية أمريكية وغربية وبأيدي عربية وتركية وبأعترافات رسمية من العراب الأول للفوضى والتدمير وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم، تؤكد ان الهدف هو تدمير هذه الدول العربية وجيوشها واغراقها في الفوضى لصالح دولة الإحتلال وأمنها، إضافة إلى إحداث التقارب والتطبيع بين دولة الإحتلال ومجموع دول مجلس التعاون الخليجي، وتحويل الصراع المركزي من عربي اسرائيلي في جوهره ومركزه القضية الفلسطينية الى عدو وهمي وعدو جذوره ممتده منذ آلاف السنين في منطقتنا بل هو جزءه الأصيل، الجمهورية الإسلامية إلإيرانية...
نجح الغرب في سياسته بتدمير الدول العربية المركزية وتحول الثقل العربي من بغداد ودمشق والقاهرة، إلى عواصم محطات البنزين على شواطيء المحيط الهندي، ونجح الغرب وعلى رأسه أمريكا رأس الحية في احداث التطبيع بين اسرائيل والعديد من الدول العربية وتحت عناوين المصالح الأمنية والإقتصادية وهنا المقصود مصالح الأنظمة الحاكمة، وهذا كله أدى لوجود مشروعين في المنطقة، المشروع الصهيو أمريكي وتتزعمه إسرائيل وبعضوية العرب المطبعين وهذا ما إستدعى زيارة الرئيس بايدن التي ستعمل على تثبيت ذلك لأهداف جيو سياسية وإقتصادية لمواجهة الصين وروسيا وبالطبع ايران حليفتهم، والمشروع الآخر هو المشروع الإيراني الذي يسمى محور الممانعة والمقاومة والذي على ضوء التطورات الدولية والإقليمية سوف يتعزز بقوة على صعيد التحالفات الداخلية بما يستدعي عودة حماس للتحالف والتنسيق مع سوريا الأسد كدولة ونظام وأيضا تعزيز الحلف مع الصين وروسيا.
ضمن السياق اعلاه ورغم أن لدى العرب إمكانيات تستطيع من خلالها فرض أمر واقع على رأس الحية أمريكا إلا أنهم كما يبدو قرروا الذهاب باتجاه حلف دفاعي جوي امريكي اسرائيلي عربي كمقدمة لحلف عسكري في المنطقة بحجة مواجهة العدو الايراني ومسيراته وصواريخه في حين هذا فقط موجه لحماية الكيان الصهيوني امنيا بجعل العرب خط الدفاع الأول لدولة الاحتلال.
موقف الامارات والسعودية وبقية الدول بما يتعلق بالعملية الروسية الخاصة في أوكرانيا دق ناقوس الخطر بالنسبة للسياسة الأمريكية الإمبريالية المتوحشة، وهذا يعني ان هذه الدول لن تكون خط الدفاع الأمريكي اقتصاديا في مواجهة الصين فحسب وهي الأهم فكيف الأمر مع روسيا.
نلاحظ ان الصين رغم علاقاتها الإستراتيجية مع الامارات والسعودية والكويت وعمان (عدا قطر التي هي الأقرب للولايات المتحدة) إلا أن إستيرادها للنفط الروسي تجاوز هذا الشهر نسبة الاستيراد من دول الخليج، وهي اشارة واضحة لهذه الدول ان هناك بديل للطاقة اذا ما تماشت مع السياسة الأمريكية ضد الصين.
مصلحة دول كالامارات والسعودية اقتصاديا هي مع الصين لأن دول اوروبا تبحث عن الطاقة البديلة وامريكا لا تحتاج لنفط الخليج، من هنا فإن الولايات المتحدة بدأت خطوات اولية لتدمير هذه الدول بعد أن كانت هي الآمنة والداعمة لما يسمى الربيع العربي، وسيكون ذلك من خلال زجها في حلف مع كيان الإحتلال والتي تخطط مع أمريكا لصدام حتمي مع ايران سيؤدي بالضرورة لتدمير هذه الدول، والحديث عن ما يسمى "بيان أورشليم القدس" الذي سيعقب زيارة الرئيس بايدن لإسرائيل ليس سوى ضوء أخضر للحرب القادمة في المنطقة العربية وغرب آسيا حيث العدو الأخطر والأكبر الصين وحلفاؤها.
إنها أمريكا المجروحة والمنسحبة من المنطقة، تعود لمنطقتنا من خلال حلف دفاعي في غرب آسيا برئاسة دولة الإحتلال الإسرائيلي وبتمويل عربي وجغرافيا عربية وتحت مسمى الأمن القومي لهذه الدول وهو في حقيقة الأمر ليس سوى خط دفاع اول لحماية عمق دولة الإحتلال ومقدمة لتدميرها وإبتزازها إقتصاديا.