باتت الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس جو بايدن منحازة بشكل واضح لمصالح الاحتلال الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية ولن تخدم إلا الاحتلال الاستعماري الاستيطاني في فلسطين حيث تعمل الإدارة الأمريكية على تعزيز الانقسامات السياسية وتشكيل أطر ومحاور جديدة لحماية المشروع الاستعماري الاستيطاني وسياسته التوسعية وتستهدف ضرب أي تقدم لعملية السلام في المنطقة.
ولا تختلف إدارة الرئيس بايدن وسياسته تجاه القضية الفلسطينية عن إدارة الرؤساء السابقين للولايات المتحدة للمنطقة حيث كانت تضع مصالح الاحتلال كهدف أساسي دوما وتعمل على دعم سياسته وتحافظ على تطوير علاقات الاحتلال في المنطقة العربية على حساب الدولة الفلسطينية والأوضاع الصعبة التي يعايشها ابناء الشعب الفلسطيني الرازحين تحت الاحتلال.
وما من شك بأن الحديث عن توسيع العلاقات العربية الإسرائيلية في المنطقة وتشكيل تحالفات عسكرية يكون الاحتلال جزءاً منه، سوف يشكل خطرًا استراتيجيًا على القضية الفلسطينية وعلى المصالح القومية لكل المنطقة وخاصة في ظل رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية مما يتطلب العمل بشكل جدي من أجل توحيد مواقف الدول العربية والمؤسسات والجهات الرافضة للسياسات الإسرائيلية والأمريكية وتعزيز العلاقات وتطويرها على الصعيد العربي في إطار شمولي لمواجهة تلك التحديات الجديدة التي ستثمر عن إعاقة أي تقدم جدي وملموس تجاه عملية السلام بل ستكرس هيمنة الاحتلال وتمنحه مزيد من العربدة والقمع والتوسع الاستيطاني مما يهدد بشكل واضح مستقبل قيام الدولة الفلسطينية كون أن إدارة الرئيس بايدن لم تحمل رؤية جديدة للقضية الفلسطينية، وأنها تحاول فقط تشكيل حلف جديد بقيادتها وترميم علاقاتها في المنطقة.
أصبحت المنطقة تعيش حالة من عدم الاستقرار في ظل استبعاد إدارة الرئيس بايدن تنفيذ أي من الوعود التي وعدت بها لتترك آثار سياسة الرئيس ترامب الذي فعل ما لم يفعله أي رئيس آخر وخلف إرثا من الفوضى والاستهتار، ولا يمكن نجاح إدارة الرئيس بايدن ضمن حدود ما يتم العمل من أجله وتشكيل المحاور والتحالفات الجديدة الداعمة للسياسة للاحتلال الإسرائيلي بينما يتم التنكر والتجاهل التام للحقوق الفلسطينية وتقديم بعض التسهيلات للعمال والسفر بدلا من الحرية وممارسة الحقوق السيادية الفلسطينية.
وتعمل إدارة الرئيس بايدن على خدمة مصالح الاحتلال ومنحه مزيدًا من التسليح والدعم العسكري والسياسي والمالي، في ظل استمرار سياسة تصفية القضية الفلسطينية وفرض هيمنة الاحتلال على دول وشعوب وموارد وأراضي المنطقة، والعمل على تفتيتها في الوقت نفسه لم تنفذ إدارة بايدن أيًا من وعودها للسلطة الفلسطينية وتواصل انحيازها الكامل لدولة الاحتلال ودعم جرائمها ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
ويحب التحرك وتنسيق المواقف الفلسطينية في اطار شمولي موحد يعزز من وحدة الفصائل واطر منظمة التحرير الفلسطينية واتخاذ موقف موحد وعدم التعويل كثيرا على الوعود الأمريكية ومواقف ادارة الرئيس جو بايدن الهادفة لدمج دولة الاحتلال وتوسيع دائرة علاقاتها العربية في المنطقة ومغادرة سياسة المراوحة في المكان في ظل الهجمة الإسرائيلية الغير مسبوقة على شعبنا وأرضه وحقوقه، والتوجه لتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي وتعزيز الوحدة الفلسطينية.
لا بد من استمرار التحرك الدبلوماسي وتنسيق المواقف العربية وتوسيع دائرة الحراك الجماهيري الواسع احتجاجا على تلك السياسات والمواقف وتعبيرًا عن الرفض الشعبي للاستمرار الاحتلال الغاصب ومن أجل تحقيق ودعم قيام الدولة الفلسطينية والمطالبة بالحرية والاستقلال وتقرير المصير الفلسطيني والعمل على انهاء اطول احتلال يعرفه العالم.