استوقفتني مفردات خطاب بعض أعضاء قمة-جده -بالسعودية للأمن والتنمية بحضور رئيس الإدارة الأمريكية-بايدن-وولى عهد السعودية وزعماء دول الخليج الشقيق ومصر والعراق والاردن، فسألت هل نستطيع الاستفادة من المرحلة الحالية وطنيا وسياسيا على قاعدة ابراز اهمية إلزام الاحتلال بقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة بفلسطين الوطن والقضية؟!
هنا أرى وجوب إبراز خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والاسترشاد به كورقة سياسية مرحليًا، ثم نطوف على باقي الكلمات واعتماد النصوص السياسية الداعمة لفكرة وتوجه مصر لمتابعة المرحلة السياسية التي نعيشها الآن حتى نستفيد من الاصطفاف الذى يشكل اليوم بالمنطقة- إذا نجح-مع التنسيق الكامل مع سوريا والجزائر والاستفادة من حالة البرلمان العراقي الممانعة للتطبيع مع الاحتلال، بذلك نكون إيجابيين سياسيًا مع الحفاظ على الثوابت والحقوق والإجماع الوطني السياسي الفلسطيني، عندها ستحصد الأنظمة العربية ما زرعته وسنقطع الطريق إلى حد ما على تحالف الاحتلال الأكبر من النيل إلى الفرات -اقتصاديًا، سياسيًا، أمنيًا-ولو بحجب المفاسد عن فلسطيننا المتاحة لنا حاليا وذلك اضعف الايمان .
حينما يكون سقف النضال محكوم بالحفاظ على مصالح دول الإقليم وأنظمة الطوق المحلية، لا مندوحة من مراعات القواعد المعمول بها نسبيا حتى لانتهم بترويج التوتر والارهاب بالمنطقة.
إن كل عملية عسكرية يقوم بها المدافعون عن الأرض والكرامة لا تراعى منظومة مصالح الاصطفاف الإقليمي ودول الطوق سيتم استغلالها لتشويه مقاصد مشروعنا الشريفة الملتزمة وطنيا للصالح العام، لذلك يجب تدقيق الحسابات السياسية والأمنية جيدا لكل فعل مقاوم.
المأسوف له بعض القوى السياسية الفلسطينية تعمل وفق أجنده خاصه حتى اللحظة دون تغليب برنامج التوافق الوطني للحفاظ على المصلحة العامة والحقوق والثوابت الفلسطينية، مما يجعلنا حريصين على عنوان وحدوي جبهوي عريض يمثل الجميع وهو التحدي الأكبر لقوانا السياسية الفلسطينية بعد تحديد خطابنا السياسي الواضح لهذه المرحلة.
أدعوا قيادتنا لعدم الخلط بين ما نتمناه وما يمكن فعله بالواقع، فالمقاومة مشروعه وحق يكفله الميثاق العالمي لحقوق الإنسان وهيئة الأمم المتحدة، والدين والشرع قبل كل المواثيق الوضعية وما ينقصنا فقط، فن إدارة الصراع، مع العدو واستغلال كل مرحلة سياسية وفق عناصرها وضوابطها لتحصيل أكبر المكاسب بأقل الجهد والخسائر.
إن اقتصار موضوع المقاومة على إطلاق النار، جهل ثقافي بالثورة يجب وعيه، خصوصا ونحن بزمن الرويبضة، وأهل المقاومة ملزمين بنشر الوعي المقاوم لنراكم الانتصارات والانجازات الفردية والجماعية لتصب في الهدف السياسي المرحلي المتفق عليه وطنيا والمفضي لاستراتيجية التحرر من الاحتلال في زمن المدرسة، الزحفاطونيه.
مهم جد أن يفهم ويعي أهلنا في دول الطوق والاقليم، مزاجنا النضالي وحقنا التاريخي في فلسطين في زمن يسعى فيه الاحتلال لتشويه الصورة الفلسطينية خاصه بعد انفتاح الساحات العربية والإسلامية امام المحتل تحت عنوان التطبيع وسلام الديانات.
إخواني، رفاقي، أهلي، أحبابي، يا كل أفراد شعبنا الفلسطيني والعربي والإسلامي، كلما كنا واضحين مع أنفسنا كان العالم أقرب لإحقاق حقنا، ولا أبالغ بقولي حتى قوى المجتمعات الظالمة لنا ستجد نفسها أمام جدار حق الشعب الفلسطيني المشيد بأجساد الشهداء.
هذه صرخة صادقه فهل من مجيب؟
وهل من ملتزم؟