لم يقتصر الفرق بين قمة الرياض الإسلامية الأميركية في شهر أيار 2017، عن قمة جدة العربية الأميركية يوم 16/7/2022، على الموضوع الفلسطيني، حيث لم يتناول بيان قمة الرياض ولو كلمة واحدة عن فلسطين، بينما أفردت قمة جدة البند 4 من بنود البيان الختامي المتضمن 21 بنداً دلالة الاهتمام نحو القضية الفلسطينية.
لم يقتصر الاهتمام البارز نحو هذا الموضوع بل إن الموضوع الأكثر أهمية وحيوية في نظر المشاركين لما له من مساس أمني واستراتيجي على بلدان المنطقة وخاصة الخليج العربي والمستعمرة الإسرائيلية، وهو الموضوع الإيراني.
في قمة الرياض 22/5/2017 نص حرفياً بيانها الختامي على ما يلي:
1- شدد القادة على نبذ الطائفية والمذهبية لما لها من تداعيات خطيرة على أمن المنطقة والعالم.
2- أكد القادة رفضهم الكامل لممارسات النظام الإيراني المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ولاستمرار دعمه للإرهاب والتطرف.
3- أدان القادة المواقف العدائية للنظام الإيراني، واستمرار تدخلاته في الشؤون الداخلية للدول في مخالفة صريحة لمبادئ القانون الدولي وحسن الجوار، مؤكدين التزامهم بالتصدي لذلك.
4- التزام القادة بتكثيف جهودهم للحفاظ على أمن المنطقة والعالم، ومواجهة نشاطات إيران التخريبية الهدامة بكل حزم وصرامة داخل دولهم وعبر التنسيق المشترك.
5- شدد القادة على خطورة برنامج إيران للصواريخ الباليستية، وأدانوا خرق النظام الإيراني المستمر لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية».
كلام حاد صدامي، يسعى للمواجهة، والإدانة، بعيداً عن أي وسيلة للتفاهم والبحث عن القواسم المشتركة، ويبرز ذلك صارخاً وخارجاً عن المألوف وبلا توازن، حينما لم يتطرق البيان إلى مفردة أو جملة نحو المستعمرة الإسرائيلية، رغم احتلالها لأراضي ثلاثة بلدان عربية، وتتطاول على أقدس مقدسات المسلمين: المسجد الأقصى أولى القبلتين، ثاني المسجدين، ثالث الحرمين، ومسرى سيدنا محمد ومعراجه، وعمليات القتل شبه اليومية، والتطهير العرقي لأهل فلسطين وتدمير بيوتهم وحياتهم، وممارسة أقصى وسائل التمييز العنصري ضدهم.
في قمة جدة 16/7/2022، تناول البيان الختامي البند رقم 8 من بين 21 بنداً حرفياً الموضوع الإيراني بلغة تختلف في مضمونها ومسعاها عن مضمون قمة الرياض، وقد جاء حرفياً في بيان جدة ما يلي:
«جدد القادة دعمهم لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولهدف منع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة، كما جدد القادة دعوتهم للجمهورية الإسلامية الإيرانية للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع دول المنطقة، لإبقاء منطقة الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل، وللحفاظ على الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً».
كلام موزون منطقي يعكس التطورات السياسية، بعد الاجتياح الروسي لأوكرانيا، وها هي قمة طهران الثلاثية وما سيصدر عنها من اللقاء الروسي التركي الإيراني، لهو دلالة ملموسة لنتائج هذه التطورات المتوقعة.