حكومة الاحتلال تشجع وتدعم نشاطات جماعات المستوطنين المسلحة وهي من يتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن وجود تلك الجرائم والانتهاكات التي تمارسها ميليشيات المستوطنين وكتائبهم المسلحة، خاصة وأن أذرع دولة الاحتلال المختلفة تشرف وبشكل مباشر على تلك التشكيلات وتدعم انشطتها منذ ان تم إنشائها وتسليحها وتمويلها ورعايتها وحمايتها وصياغة ايدلوجيتها القائمة على العداء للعرب والدعوة لقتلهم والتخلص منهم عبر سموم افكارهم وتعليماتهم التي يتلقوها في المدارس الخاصة التابعة للمستوطنين والمعسكرات التدريبية العسكرية التي تقام خصيصا لتدريب اطفالهم على السلاح وتتعامل معهم كعناصر ومنظمات فوق القانون كونها تنفذ أجندة دولة الاحتلال العسكرية الاستعمارية على حساب الأرض والوجود والحقوق الفلسطينية وبالتالي هي من يتحمل مسؤولية تلك التداعيات الخطيرة والجرائم المتواصلة بحق المواطنين الفلسطينيين وتلك المخاطر الجدية التي تهدد بتفجير ساحة الصراع برمتها واستمرار العنف .
وتحت رعاية شرطة الاحتلال وأجهزة المخابرات الاسرائيلية اقدمت مليشيات المستوطنين المسلحة على ممارسة انتهاكاتها واعتداءاتها اليومية المتكررة بحق المواطنين الفلسطينيين وأراضيهم ومساكنهم في عموم الضفة الغربية والقدس المحتلة والتي تتم بحماية وإسناد جيش الاحتلال وشرطته حيث قامت مليشيات المستوطنين بتنفيذ الهجمات المسلحة على مساكن عرب المليحات في المعرجات ونبع العوجا كما قاموا بإلقاء الحجارة على المركبات المارة، في محاولة لتكريس مصادرة وسرقة نبع الماء والمنطقة المحيطة بها لصالح المستوطنين، كما اقدموا على خلع نحو 60 شجرة زيتون في المنطقة المسماة "خلة القمح" الواقعة في الجهة الشمالية من بلدة كفر الديك غرب سلفيت .
ويتواصل ارهاب المستوطنين بحق المسجد الاقصى المبارك حيث أقدم ما يقارب 340 مستوطنا على اقتحام للمسجد الأقصى المبارك وباحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقاموا بصلوات تلمودية وتشكيل حلقات رقص وتستمر هذه الاقتحامات في ظل التصعيد الخطير في الأوضاع واستخفاف إسرائيلي رسمي بالمطالبات الدولية الصريحة والواضحة بضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى ووقف جميع الإجراءات أحادية الجانب الهادفة لتغييره .
وإمام تلك الممارسات وما تشهده الاراضي الفلسطينية من جرائم إرهاب منظمة لا بد من وضع هذه المجموعات على القوائم الارهابية الدولية كون ممارساتهم تتعمق ونهجهم يتوسع ليشكل ظاهرة خطيرة على مستقبل المنطقة وان تشكيلات المستوطنين وميليشياتهم المنظمة والمسلحة سوف تشكل خطورة بالغة على الشعب الفلسطيني ومستقبله السياسي لما تحمله هذه المجموعات من افكار ارهابية تستحوذ عليها سياسة الأبرتهايد .
الصمت الدولي عن ممارسات الاستيطان وجرائم المستوطنين هو ما يشجع الاحتلال على المضي قدما في مواصلة جرائم الحرب بسبب غياب المحاسبة والعقاب الدولي ولا يمكن ان يتم التعامل مع مثل هذه المليشيات الفكرية المسلحة حيث يصعب التعايش معها ومع نموها الذي يرسخ السياسة الإسرائيلية الاستعمارية الرسمية والتي تهدف سرقة الأرض الفلسطينية وتخصيصها لصالح الاستيطان من خلال تطور دور المستوطنين وأبنيتهم وتنظيماتهم المسلحة التي تواصل إرهابها واعتداءاتها على المواطنين الفلسطينيين لقطع العلاقة بينهم وبين أرضهم ومنعهم من الوصول إليها .
استمرار هجوم مليشيات المستوطنين المسلحة على البلدات والقرى والمدن الفلسطينية ومحاصرتها وممارساتهم التهويدية للمسجد الاقصى بات يشكل خطرًا كبيرا على الشعب الفلسطيني ناهيك على مواصلة سرقة الارض لصالح عمليات الاستيطان الكبرى مما يؤدي الى إلغاء الوجود الفلسطيني في القدس المحتلة وعمق الضفة الغربية وبالتالي التقويض التدريجي لأية فرصة لتطبيق مبدأ حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية .