ريشته مشرط يحاول استئصال الأورام الخبيثة من الأجسام الهزيلة، إن ذاكرة الشعب الفلسطيني قوية بأصالتها وثوريتها ونقائها و وفائها لثوار الأرض الفلسطينيين، تمر الأيام والسنين وشعبنا لم ينسى إحياء ذكرى استشهاد الفنان الراحل ناجي العلي الذي استطاع أن ينقش حروف التمرد والرفض من على جدران زنزانته ليثبتها في الوجدان الفلسطيني والعربي، كل الشكر لذاكرة أبناء شعبنا في الضفة الغربية وعرب48 وقطاع غزة وفي كل بقاع الأرض " الشتات الفلسطيني" 35 عامًا مرت ولن تمر كأنها حدثت البارحة؟
ترك لنا حنظلة الشاهد الوحيد صبيًا في العاشرة أدار ظهره للقارئ وعقد يديه خلف ظهره لايكبر ولا يلتفت حتى إنتهاء حالة البلادة واللامبالة، حتى أصبح حنظلة بمثابة توقيع العلي ورمزاً للهوية الفلسطينية.
ناجي إرث ثوري وطني، بريشتك صنعت محتوى إعلامي أزعج العدو الصهيوني في مضاجعهم ليعيشوا حالة الهلع وموجة من الكوابيس المؤرقة لكيانهم الغاصب، لقد خلق العلي حالة من التضامن العربي والعالمي للقضية الفلسطيني وكأن ريشته مشرط يحاول استئصال الأورام الخبيثة في الأجسام الهزيلة برسوماته الساخرة اللاذعة التي كانت تحرج الكل خاصة الكيان المحتل لذلك قرر اغتياله في لندن ٢٢ يوليو١٩٨٧م.
وسلب ريشته الجميلة بوطنيتها ظناً أنها الريشة الأخيرة..!! لكن الوطن يعج بآلاف بالريش والأقلام التي تحاكي الشعب بكل مكوناته من سياسيين واقتصاديين واجتماعيين وفنانين وشعراء وكتاب بأقلامهم المدببة التي تطلق بسهامها القوية في صدور العدو الصهيوني، وتحطم جماجمهم بفكرها الواهي، إنهم بلهاء راهنوا على خيانة الذاكرة الفلسطينية .. فلا نامت أعين الجبناء.
رحلت جسداً وبقيت روحك تحلق في السماء وحنظلة يدور في الأروقة والأزقة يحي ويثبت فكرك الثائر لم تمت يا صديقي لروحك السلام.