الكوفية: أطلق لفيف من الشخصيات الفلسطينية المحترمة، مبادرة للخروج من المأزق الفلسطيني، واستعادة الذات والمؤسسات وعناصر بناء الكيانات في أكثر ضروراتها تواضعاً. وهذا أمرٌ، من الوجهة الوطنية، يُعد حقاً للمبادرين وواجباً عليهم، ويستحق الإشادة على الرغم من نواقص لا مجال لتعدادها الآن، باستثناء ضرورة التنويه الى عدم كفاية التدابير، تحضيراً للإعلان عن الخطوة.
من الوجهة العامة، يتوجب القول إن إطلاق هكذا مبادرات، مُقدَّر ومفيد، قياساً على الحال التي ارتضتها لأنفسها شخصيات جرى إقصاؤها، ولم يُسمع لها صوت، وأمست مُكبّلة تحاذر من ذِكر أسمائها في أي سياق، إما خشية تعويم ملفات تجاربها أو تخوفاً من قطع أرزاقها وهي على حافة الموت، أو تحاشياً لغضب المرجعيات والخلفيات.
أغلب الظن أن الجماعة، توافقوا على التزام صيغ يرونها هادئة بالنسبة لما يعتمل في صدورهم من الحنق والقرف. فهم يأملون أن التخلي عن استخدام الصواريخ فائقة الدقة؛ يمكن أن يوفر لهم هامشاً للحركة والزخم المتنامي. وأظنهم في هذا يأملون ولا يتوقعون رشاداً من عباس. فالرجل ذو حوصلة ضيقة. فعندما تتجرأ سلطاته الأمنية، على قتل ناشط سياسي من شعبها، ضرباً حتى تكسير الجمجمة، لا يتحمل عباس سماع كلمة تقول إن هناك جريمة. فهذا الصنف من المستبدين الرعديدين الصغار الأغبياء، يحسب كل صيحة عليه، فما بالنا عندما يتحدث بعض النخبويين عن آليات لإحداث تغيير في بنية نظام حاكم، ليست له بُنية أصلاً، إذ كل ما فيه، محض بوصلة صغيرة معطوبة، كامنة بين صدغي عباس ولسانه!
بقيت الإشارة الى شيء طريف، وهو استثناء تيار فتح الإصلاحي من هكذا مبادرات، لأن مشاركته فيها نذير أعاصير ومخاطر اجتياز الخط الأحمر، وهذا ما تخشاه فصائل ذات ذكريات ثورية. وذات يوم، سوف يضحك على نفسه، كل من ظل خائفاً من التجاوز، سواء كان شخصاً أو فصيلاً، عندما يعلم أن أربعة أخماس مركزية عباس، كانت على اتصال مستتر، مع قاعدة الصواريخ فائقة الدقة، وأن الخُمس الأخير، كان يرغب في التواصل لكن القاعدة رفضت لدواع مختلفة.