وثيقة الانقاذ الوطني التي قدمها الدكتور "ناصر القدوة"، تحمل أفكاراً وطروحات لمبادرات سبق أن تم تتداولها وطرحها في نفس السياق من خلال شخصيات اعتبارية وطنية فلسطينية ، وثيقة الانقاذ الوطني في وما حملته في جعبتها مقترحات وطروحات يحتاج لها الواقع السياسي الفلسطيني ، التي من أهم وأبرز عناوينها استعادة الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام ، الذي هو مطلب وطني لكل فلسطيني حر، واستعادة وحدة حركة فتح بكافة تفاصيلها وشخوصها وهذا المطلب الذي جاء على لسان الدكتور" ناصر القدوة" ادراكاً منه أن وحدة حركة فتح تعني شكلاً ومضموناً وحدة الحالة السياسية الفلسطينية بكافة تفاصيلها ومشتقاتها وكافة ساستها وأحزابها المختلفة ، إضافة إلى أن وثيقة الانقاذ الوطني شملت المطالبة في إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية ديمقراطية من أجل تفعيل كافة دوائرها ومؤسساتها واعادة صداها السياسي والوطني للواقع الفلسطيني والاقليمي والعالمي ، لأن منظمة التحرير العنوان السياسي والوطني الموحد والجامع لكافة أطياف ومكونات شعبنا الفلسطيني.
دعوة وثيقة الانقاذ الوطني لتشكيل جبهة انقاذ وطني تشمل وتستوعب كافة الشخصيات الفلسطينية الاعتبارية دون استثناء أو احتواء على حد سواء مطلب مهم ، اضافة للحاجة الفلسطينية لنظام سياسي جديد يحتفظ بالثوابت الوطنية ويواكب عصر التحولات الاقليمية والعالمية ، لأننا كشعب فلسطيني ندور في نفس الفلك شئنا أم أبينا ، وفتح افاق للديمقراطية وتعزيز الحريات ، وضرورة انجاز الانتخابات الرئاسية والتشريعية في أقرب وقت ممكن وعاجل لأن الانتخابات مفتاح الخروج من كافة الأزمات.
قبول وثيقة الانقاذ الوطني التي قدمها الدكتور "ناصر القدوة" مرهون بمدي الاستجابة و الوعي السياسي والادراك الوطني للساسة المسؤولين وصناع القرار، لأن الوثيقة لم تكن بمثابة الميلاد الأول لهكذا مبادرات من أجل حل الصراع والنزاع وتأهيل الواقع الفلسطيني لحالة سياسية عنوانها الوحدة الوطنية ولم الشمل الفلسطيني ، فالتجارب السابقة توضح أن مدى الاستجابة لتلك المبادرات كان لحظي، وضمن توقيت معين من الساسة وأصحاب صناع القرار، فلهذا لا بد من ايجاد حاضنة وطنية وشعبية لهذه المبادرات من أن أجل ضمان عملية الاستمرار في الخطوات الميدانية والفاعلة للوصول للهدف المطلوب وهو موقف ورأي وطني موحد شامل يجمع الكل الفلسطيني تحت مظلته وقابل للتنفيذ في أسرع وقت ممكن.