تفاجأ العديد من المواطنين الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة من اصدار "عريضة" موقعة من عدد من الشخصيات المقدسية ، يبلغ عددهم حوالي 175 شخصية مقدسية تطالب دولة رئيس الوزراء الأردني "بشر الخصاونة" بالسماح للمقدسيين بالسفر إلى المملكة الأردنية الهاشمية عبر جسر "الشيخ حسين" بدلاً من السفر كالمعتاد عبر معبر الكرامة " جسر الملك حسين".
من المعلوم أن جسر "الشيخ حسين" الواقع بالقرب من بيسان شمالي فلسطين يعتبر نقطة حدودية دولية بين "اسرائيل" والأردن الشقيق، و مخصص لسفر الحاملين للجنسية "الإسرائيلية "والأجانب" فقط، خلافاً لجسر "الملك حسين" الذي يسمي فلسطينياً معبر " الكرامة" الذي يستخدمه للسفر كافة أبناء القدس وباقي انحاء الضفة الغربية وغزة من منطلق أن الكل فلسطيني.
مطالبة بعض الشخصيات المقدسية في ظل الظروف الراهنة السماح لهم بالسفر والتنقل عبر " جسر الشيخ حسين"، وفي ظل الحديث المتداول عن امكانية السماح للفلسطينيين السفر والتنقل عبر مطار "ريمون" الاسرائيلي ، تعتبر جميعها مؤشرات تحمل في طياتها مخطط تنفيذي تسعى له "اسرائيل" من أجل انسلاخ أهالي القدس عن أشقائهم في الضفة الغربية ، الذي يعتبر في حد ذاته أول المعالم التمييز كما هو واضحاً من خلال العريضة التي تم التوقيع عليها من بعض الشخصيات المقدسية ، والسماح للمقدسيين فقط من السفر عبر جسر "الشيخ حسين".
منذ سنوات طويلة يسافر المقدسيون الكرام وأشقائهم الأعزاء من باقي الضفة الغربية ، وأهلنا من قطاع غزة للملكة الأردنية الهاشمية عبر معبر الكرامة، ويتم استقبالهم من الأشقاء الأردنيين بكل حفاوة ومحبة وترحاب ، وإن وجدت بعض المشاكل والعراقيل اللوجستية في الازدحام من كثرة عدد المسافرين والقادمين يومياً ، إلا أنها أمور عادية من الطبيعي أن تحدث ، ومن السهل ايجاد حلول فنية وتقنية لها ، تجعل من السفر والتنقل عبر معبر " الكرامة " أكثر سهولة دون اكتظاظ.
يأتي تشديدنا على ضرورة السفر والتنقل فلسطينياً عبر معبر" الكرامة " لعدة اعتبارات سياسية ووطنية واقتصادية تخدم الجانبين الفلسطيني والأردني على حد سواء ، لأن سفر أهلنا المقدسيين مع أشقائهم من الضفة الغربية فيه شعور معنوي وطني وسياسي يجمعهم السفر والتنقل معاً "معبر الكرامة"، وهذا خلافاً لمطالبة بعض الشخصيات المقدسية التي وقعت على العريضة التي تطالب بها دولة رئيس الوزراء الأردني بسفر " المقدسيين" عبر جسر "الشيخ حسين" ذات السيادة الحدودية الاسرائيلية ، وأما من الناحية الاقتصادية فإن العائد من أموال السفر والتنقل وخلافه اقتصادياً يعود بالدرجة الأولى بالفائدة على الاقتصاد الفلسطيني والأردني ، نظراً لحجم الايرادات والعائدات.
العريضة التي تم توقيعها من بعض الشخصيات المقدسية والموجهة لدولة رئيس الوزراء الأردني " بشر الخصاونة " لسفر المقدسيين عبر جسر " الشيخ حسين" بدلاً من السفر عبر معبر " الكرامة " يجب أن تتم مراجعتها فلسطينياً ، وحساب كافة التفاصيل على كافة الصعد والمستويات من حجم الاستفادة فلسطينياً هذا إن وجدت بالأساس ، لأن " معبر " الكرامة" ومنذ عشرات السنين معنوياً وسياسياً فلسطينياً اردنياً بامتياز، والسفر من خلاله يأتي بكل فخر واعتزاز ، حفظ الله المملكة الأردنية الهاشمية ملكاً وحكومةً وشعباً ، وللأردن الشقيقة كل المحبة و التقدير والوفاء.