إن الدكتاتورية المتشحة بثوب الديمقراطية هي مشنقة للشعوب في الدول النامية أو المتخلفة.
تعريف عظمة الديمقراطية هي مشتقة من المصطلح الإغريقي ويعني «حكم الشعب» لنفسه، وهو مصطلح قد تمت صياغته من شقين (ديموس) الشعب و (كراتوس) السلطة، وفيها يختار الشعب الحكومة التي تمثله و تنوب عنه في إتخاذ القرارات المصيرية من خلال الاستفتاءات الشعبية التي تراقب تحرك حكوماتها.
حراك بدنا نعيش، لقد كفلت كل القوانين الفلسطينية والعربية والدولية في العالم حماية أي حراك شعبي وذلك إنتصاراً للديمقراطية والشفافية.
إن الحراك الناعم هو الذي يقوم به الشعب من خلال الوقفات الاحتجاجية مع رفع الهشتاقات والهتاف المندد بالقضية المثارة بدون التعرض للممتلكات العامة، أما الحراك الخشن فهو انقلاب مجموعة من الشعب وفيه يتم التعدي على الممتلكات العامة وتخريبها مع إشعال إطارات الكاوتشوك والتعدي بألفاظ نابية على الحكومة وهذا مظهر من مظاهر الهمجية والشيطنة السياسية.
الحراك العفوي يجب أن يكون نابعا من عمق قلب الشعب بعيداً كل البعد عن الفصائل والأحزاب السياسية.
بدأ الحراك (بدنا نعيش) سلمياً واتسم بالرومانسية الاجتماعية، حيث نجد أن إسرائيل وأعداء الشعب من الأصدقاء تتدخل وتزج بعناصرها في الحراك ليتحول إلى حراك خشن وجب قمعه من خلال قوات الأمن الفلسطينية، لقد تحرك الشعب عدة مرات بحراك سلمي ولكن للأسف تم قمعه وبقوة.
نعم للحراك السلمي الراقي الذي يداعب الحكومة ويفرض أفكاره بالطرق السلمية.
... رسالتنا ...
على الحكومتين الشمالية في رام الله والجنوبية في غزة أن تسمحا بحراك بدنا نعيش وتوفير قوات أمن لحمايته من الأيدي العابثة لكي نعطي فرصة للشعب ليقول كلمته، ومن هنا يجب على القيادة السياسية أن تنفذ ما يريده الشعب وتعقد اجتماعا طارئا لمناقشة تداعيات الحراك والرد علي علامات الاستفهام والتعجب.
حكومة رام الله إلهية وحكومة غزة ربانية.. لا ترضيان الظلم ولكن المشكلة في الضوضاء التي تحجب الرؤية والصوت بين الحكومتين، والشعب يواجه سوء الفهم ويعاني الأمرين في كل مرة يموت ألف مرة.
تباً للأيادي الخبيثة الخشنة التي تحطم الديمقراطية وآمال الشعب المكلوم، ليصل إلى بر الأمان ويعيش شعبنا الفلسطيني كباقي شعوب العالم المتحضر الديمقراطي.
ختاماً.. يجب علينا أن نشكل قوة ضاغطة للخروج من النفق المظلم، قوة شعبية تشرف على سير حراك بدنا نعيش بإشراف الحكومتين والفصائل الوطنية والمخاتير ورجال الإصلاح والهامات والقامات وذلك لضمان السلم الأهلي في المجتمع الفلسطيني.