باب المغاربة واحد من أشهر بوابات المسجد الأقصى، وأقربها إلى حائط البراق، ترجع أصول تسميته إلى عابريه القادمين من دول المغرب العربي لزيارة المسجد وعرف أيضاً بأسماء أخرى، مثل باب حارة المغاربة والبراق والنبي ونرجح التقديرات أن حدث الإسراء والمعراج بالمسجد الأقصى المبارك تمت من بوابته كما يعتقد بعض المؤرخين أن الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) دخل من ناحيته إلى الأقصى أيضا بعد الفتح الإسلامي للقدس وقد أعيد بناء باب المغاربة في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون عام 713هـ/1313م .
سلطات الاحتلال باتت تستهدف المسجد الأقصى وفي تطور جديد تعمل جهات من مجموعات جبل الهيكل على توجيه دعوات تحريضية مستمرة بالغة الخطورة حيث تنشر تلك المجموعات عبر صفحاتها المسمومة على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مخططًا جديدًا وخطيرًا تطالب فيه بتوسيع باب المغاربة المصادرة مفاتيحه من قبل حكومة الاحتلال منذ احتلال مدينة القدس عام 1967 وذلك لتمكين المتطرفين اليهود من اقتحام المسجد الأقصى المبارك بأعداد أكبر، كما دعت هذه الجماعات إلى إزالة ما تبقى من التلة الترابية الإسلامية التاريخية (تلة باب المغاربة) وإزالة الجسر الخشبي الموصل إلى باب المغاربة من وسط ساحة البراق والقائم على أنقاض التلة الترابية، وبناء جسر ثابت أخر كبير وواسع ينسجم وحجم اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد التي تدعي بأنها تزداد يومًا بعد يوم، وذلك تزامنًا مع دعوات استفزازية تحشد فيها جماعات المتطرفين اليهود لتمرير اقتحام استثنائي غير مسبوق على حد زعم هذه المنظمات في ذكرى ما يدعى خراب الهيكل المزعوم الذي يوافق التاسع من أب .
وتتواصل تلك السياسات في ظل التصعيد المستمر بالأراضي الفلسطينية المحتلة ضد المساجد والأماكن الاسلامية سواء في مدينة الخليل أو في القدس ناهيك عن تلك الدعوات المتطرفة والتي تطالب بنقل صلاحيات تنظيم الاقتحامات لمجموعة المتطرفين أنفسهم دون الحاجة للرجوع للشرطة، وإطلاق العنان لاقتحاماتهم لفترات طويلة متواصلة دون قيود، مع فرض اغلاق تام أمام دخول المصلين إلى المسجد خلال فترة الاقتحامات.
باتت هذه الاجراءات والممارسات تشتد خطورة وتتصاعد يوميا وتتنامى هذه الدعوات التحريضية والمخططات التهويدية الاستفزازية ضد المسجد الأقصى المبارك، والتي أصبحت تتبع باقتحامات واسعة وتصرفات استفزازية من قبل هؤلاء المتطرفين وسط دعم وإسناد من الجهات الحكومية الإسرائيلية الرسمية.
ولا يمكن استمرار الصمت والعجز وعدم التدخل العربي والإسلامي لمواجهة هذه السياسات الخطيرة التي تمس المسجد الاقصى وخاصة باب المغاربة فيجب التعبير عن الرفض المطلق لهذه المخططات والاقتحامات غير الشرعية للمسجد الأقصى والتي تأتي وسط إجراءات مشددة لعرقلة ومنع المسلمين من الوصول إلى مسجدهم والصلاة فيها.
الثبات والصمود والصبر أمام تلك الممارسات هي سلاح أبناء الشعب الفلسطيني الصامد المرابط في القدس ولا بد من شد الرحال إلى المسجد الأقصى من جموع المسلمين والتضامن الكبير على المستوى الدولي والعربي لحماية المسجد الأقصى والدفاع عن الموروث الديني والحضاري والتاريخي لجميع المسلمين أينما تواجدوا والتصدي لكل مخططات التصفية وإجهاض الحقوق العربية الأصيلة والمشروعة في القدس الشريف والتأكيد على الوصايا والرعاية على المسجد الأقصى المبارك وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وفقه الله وسدد خطاه لحماية المسجد الاقصى من مخاطر الاحتلال والاستيطان والتهويد .