منذ يوم الأربعاء الماضي أغلقت إسرائيل المعابر والحدود والطرقات القريبة من غزة تحسبا كما يدعون من تهديدات محدده ومعلومات مؤكدة بأن الجهاد الإسلامي سيرد بالصواريخ المضادة للدروع والقنص على اعتقال الشيخ بسام السعدي والاقتحامات المتكررة لشمال الضفة والاعتقالات الليلية المتواصلة.
منذ ذلك الحين وحتى هذه اللحظات والأوضاع على كف عفريت.
من ناحية الشيخ السعدي يستحق أن يتم التضامن معه ورفض اعتقاله وخاصة أنه كان بطريقة وحشية. ومن حق الأسير العواودة المضرب عن الطعام وحياته في خطر أن يسانده الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده.
كفلسطيني أنتمي إلى هذا المكان الذي يسمى غزة أشعر بالفخر الكبير على هذه النخوة وهذه الرجولة.
هذا لا يمنع أن نسأل أنفسنا ماذا لو كان ثمن هذا الموقف عشرات الشهداء وربما المئات ودمار الكثير من المباني والمنشآت وتدهور للوضع الاقتصادي أكثر مما هو متدهور الآن في حال دخلت غزة في مواجهة عسكرية تستمر لأيام أو ربما أسابيع.
نريد أن يُطلق سراح الشيخ بسام أو على الأقل يتم تنظيم زيارة لذويه للاطمئنان عليه. لكن كيف سيكون حالنا إذا ما شددنا الحبل أكثر من ذلك بحيث يكون هناك مزيدًا من الثكلى والأرامل والأيتام، وهذا ليس مجرد توقعات، هذا نتيجة طبيعية إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه.
ماذا لو كان نتيجة الإصرار على إطلاق سراح الأسير العواودة سيكون هناك العشرات من شبابنا سيفقدون حياتهم في هذه المعركة المتوقعة.
ما فعله الجهاد الاسلامي خلال الأيام الأخيرة هو شيء كبير جدًا حيث أدت تهديداتهم إلى شل الحياة في محيط غزة رغم أن غزة وأهلها دفعوا ثمن أيضا ناتج عن إغلاق المعابر ومنع أربعة عشر ألف عامل نتيجة إغلاق معبر بيت حانون.
شُلت الحياة في الجنوب دون أن يتم إطلاق طلقة واحدة ودون أن يستشهد أحد أو يدمر مبنى في غزة.
لو كنت مكان الجهاد ولو كنت صاحب قرار لتوقفت عند هذه النقطة دون الانجرار إلى مواجهة عسكرية ستكون نتائجها كارثية ستدفع غزة وأهلها ثمن باهض من لحمها ودمها واقتصادها دون مقابل يساوي هذا الثمن.