سلسلة غارات من سلاح الجو الاسرائيلي على قطاع غزة استهدفت المدنيين العزل من النساء والأطفال والشيوخ والشباب الآمنين في بيوتهم بحجة البحث عن مطلوبين جزء يصيب والأغلب لا يصيب إلا المدنيين العزل.
استهدفت الطائرات الإسرائيلية الشعب الفلسطيني بكل مكوناته فلم تكن تفرق بين فصيل وآخر، كنا في الماضي نقاتل في خندق واحد ولكن الاحتلال فرقنا وأصبحنا الكل يقاتل من خندقه الخاص بتنظيمه للأسف، لقد غابت وحدة المقاومة وضاع الخندق الواحد.
مشاهد مؤلمة تدمع لها العيون في غزة، إنها الحرب ورائحة الدماء في كافة أرجاء القطاع، شهداء تركوا الألم لأسرهم التي أتعبها الفراق وشريط الذكريات، وأنين الجرحى يتوه بين أصوات القنابل، للأسف هدوء مقابل هدوء، حرب رومانسية وبدون شروط، وأخيراً انتهت الحرب والكل قد احتفل على طريقته بتلك الانتصارات السرابية.
خلال فترة الحرب احترف أشقاؤنا العرب والغرب والقيادات الفلسطينية الشجب والاستنكار دون أن يحركوا ساكنا وكأن الحرب مسرحية يموت فيها الضحايا من النساء والأطفال من أجل البطل، كأن الشعب الفلسطيني وقود وحطب لأحلامهم الحزبية الخاصة، والمشاهدين تكسرت رموشهم من البكاء وكأنهم أضاعوا أحبالهم الصوتية ليكتفوا بالصمت.
إلى متى هذه المسرحية الهزلية؟
إلى متى ونحن نعيش في كل عام حربا وقلقا قاتلا لتلك الأحلام التي تبحث عن مستقر لها بين الوهم والضبابية، لقد أتعبتنا حالة الفزع والهلع والخوف الشديد لأطفالنا ونسائنا وصوت القذائف والصواريخ وهدم المنازل على رؤوس قاطنيها وأصوات سيارات الإسعاف والدفاع المدني تحوم في الطرقات الوعرة المهدمة إثر القصف الهمجي الإسرائيلي.
انتهت الحرب والمرأة العجوز تفتش بين الركام عن صور وقلادة ابنها الشهيد، انتهت الحرب والطفلة آلاء قدوم تضحك ومعها الأطفال الشهداء وهم يمسحون على رؤوس ذويهم ولسان حالهم يقول لا تقلقوا نحن عصافير الجنة لقد عادت لنا طفولتنا لنحلق فوق سمائكم الحزينة.
انتهت الحرب ونحن كشعب فلسطيني ننتظر الحرب القادمة لنرسم لوحة جديدة من الألم والحسرة وتسجل الإنتصارات الوهمية.
إلى متى.. وهل ستنتهي الحروب ونعيش الأمن والأمان كباقي شعوب العالم؟!.
الرحمة والسلام لأرواح شهدائنا الأبرار، والشفاء العاجل لجرحانا البواسل، والصبر والسلوان لشعبنا الفلسطيني.