في التاسع من أغسطس من العام 2008، رحل عن عالمنا لاعب النرد وحارس السنديان الشاعر الكبير "محمود درويش"، الذي كان يربح حينًا ويخسر حينًا ، والذي كان ومازال الأكثر حضوراً ونوراً في ذكرى غياب الكلمة التي تزداد حضوراً كلما ابتعدت المسافات وسنوات الغياب.
لاعب النرد، المسافر في ظل الكلام نحو الأبدية والخلود ليحقق الاقتراب بعد الاغتراب في رحاب الواقع والوجود، ليتخطى الحواجز والسدود ، ليعلن الانتصار الأزلي للإنسان العاشق للحياة.
محمود درويش حارس السنديان، العاشق لليل الوحدة والاغتراب والمشتاق أملاَ للحظة تحمل في طياتها الانسياب، انسياب الكلمة وعودتها واقعاً محلقاً في عالم اللغة والشعر ، لتنساب اللغة على ضفاف الشعور، ليكون لها المكان والزمان والحضور.
محمود درويش، الكلام المتاح والصمت المباح، في ظل واقع استطاع صنع المعجزات في عالم الكلمة والمفردات، الذي تخطى الحواجز والصعوبات من أجل التجديد وكل جديد، لإزالة كافة الصعوبات، من أجل الانفراد في لغةٍ عنوانها الانعتاق والاستقلال من تبعية التقليد، لتحقيق الهدف الأسمى والأكيد، الذي عنوانه الانشطار لا المراوحة في نفس المكان والانتظار، من أجل صناعة قصيدة عنوانها الانسياب أكثر وأكثر في وحي وايحاء مفردات الكلمات، التي يزفها "درويش" عروسًا للمعاجم بكل اللغات.
إلى روح لاعب النرد وحارس السنديان " محمود درويش"، سيد الحضور ومشعل النور وردة وسلام.