الاعتداءاتُ المسلحة ليست إلا واحدةً من الهجمات المتعددة والمتنوعة التي تشنها إسرائيل وأذرعها في العالم ليس ضد فلسطين وشعبها فقط، بل ضد أنصارها أيضًا. وعندما بدأ الاعتداءُ الجديدُ على قطاع غزة، كانت ذراعُ إسرائيل الأساسية في الولايات المتحدة تشن هجومًا ضد أعضاء في الحزب الديمقراطي لمجرد أنهم دعوا، ويدعون، إلى تحقيق العدالة في قضية اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، إما لإخراجهم من مجلس النواب أو منع وصولهم إليه في انتخابات التجديد النصفي التي ستُجرى في مطلع نوفمبر المقبل.
تدخلُ ما تُسمى لجنة الشئون العامة الأمريكية - الإسرائيلية (إيباك) في الانتخابات في الولايات المتحدة ليس جديدًا. لكنه ازداد بشكل ملحوظ بعد أن طالب عددُ من ممثلي الحزب الديمقراطي في مجلسي الكونغرس بإجراء تحقيق أمريكي في قضية اغتيال أبو عاقلة. وهذا مطلبُ منطقي، بل طبيعي، لأن المغدورة تحملُ جنسية الولايات المتحدة. والجديد في تدخل «إيباك» في الانتخابات التمهيدية الجارية الآن لاختيار مرشحي الحزب الديمقراطي، والجمهوري أيضًا بطبيعة الحال، في انتخابات التجديد النصفي, هو تأسيس منظمةٍ تابعة لها تقدمُ التبرعات للمتنافسين المُفضلين بشكلٍ مباشر، وليس فقط عن طريق حث مؤيدين للصهيونية على التبرع لحملاتهم. وهذا تحولُ كبيرُ يجعل ذراع إسرائيل فى الولايات المتحدة طرفًا مباشرًا في الحملات الانتخابية، ويُسهَّل استهداف المتنافسين من أجل الترشح، ثم المرشحين، الذين لا ترضيها مواقفهم تجاه بعض القضايا، حتى إذا كانوا يتخذون مواقف مؤيدة لإسرائيل في قضايا أخرى.
والمستهدفون في انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية الجارية أعضاءُ مجلس النواب الذين وجهوا رسالة إلى الرئيس الأمريكى وإدارته في مايو الماضي طالبوا فيها بتحقيق مستقل وشفاف في قضية اغتيال أبو عاقلة، إذ توفر «إيباك» التمويل لحملات منافسيهم في الانتخابات التمهيدية، مع التركيز على من توجد فرصةُ لإسقاطهم، لأن بعضهم يصعب إلحاق الهزيمة بهم بسبب شعبيتهم الكبيرة في دوائرهم الانتخابية.
تحولُ جديدُ في أسلوب الهجمات الصهيونية ضد فلسطين في الولايات المتحدة، ولكنه لا يحظى باهتمامٍ بسبب الانشغال بمتابعة المعارك بين من يدعمهم ترامب ومنافسيهم في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية.
نقلا عن «الأهرام» المصرية.