- جرافة الاحتلال تبدأ بتدمير البنية التحتية بمحيط ديوان السعدي بالحي الشرقيه في مدينة جنين
قامت الدنيا في دولة الاحتلال ولم تقعد بعدما سمع المحتلين تصريح الرئيس أبو مازن في برلين خلال زيارته الأخيرة لألمانيا والتي قصد فيها أن الاحتلال يرتكب جرائم اضطهاد سياسي وديني وعرقي ممنهجة ضد الفلسطينيين، ويرتكب مذابح مخططة ومقصودة قتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، حرقوا جثثهم في بيوتهم وهدموها على رؤوس أطفالهم، هجروا مئات الآلاف إلى دول العالم واستولوا علي ممتلكاتهم، لم يقدم قادة إسرائيل أي اعتذار للفلسطينيين أو المجتمع الدولي أو منظمات حقوق الإنسان عن قتل وذبح الفلسطينيين وهدم بيوتهم وتهجيرهم من قراهم وبلدانهم حتي الآن، ولم تبادر هيئات المجتمع الدولي سواء كانت الأمم المتحدة أو مجالسها المختلفة أو مجلس الأمن الدولي بالدعوة لحماية هذا الشعب الفلسطيني أو حتي تنفيذ قرارا أممي واحد ينهي هذا الاحتلال الغاشم ويوقف الاستيطان وسرقة الأرض.
مازالت دولة الاحتلال الصهيوني تستثير عطف العالم على اليهود بعد المحرقة "الهولوكوست "التي ارتكبت بحقهم إبان الحرب العالمية الثانية من 1933 وحتى 1945 أي اثنا عشر عامًا، ومازالت دولة الاحتلال لا تنحاز للإنسانية وحماة حقوق الإنسان والحفاظ على حياة وكرامة الشعب المحتل وتتمادي في انكار حق الفلسطينيين في الوجود والعيش كأدميين بأمن واستقرار. ومع استمرار استثارة عطف العالم وتجاه المحرقة فإن دولة الاحتلال علي اختلاف مؤسساتها الأمنية والعسكرية تستمر في سياسة اضطهاد الفلسطينيين فلا فرق بين الجيش أو المستوطنين فكلهم يلعب دور تكميلي ليجبر الفلسطينيين علي الرحيل وترك بيوتهم وأراضيهم، إن اضطهاد الفلسطينيين هو سياسة ممنهجة والتنكيل بالشعب الأعزل هو الممارسة اليومية لهذا الاحتلال وكل من ينحاز لحقوقه يصبع معاد للسامية، لهذا فان الإعلام العبري وقادة الاحتلال اتهموا الرئيس أبو مازن أكثر من مرة بأنه معاد للسامية فقط لأنه يدافع عن شعبه دبلوماسيا وبالكلمة ويطالب بالعدل الدولي، وهذا يعني أن دولة الاحتلال لا تمارس الإرهاب الدبلوماسي فقط وإنما تقمع حرية الرأي والتعبير وممنوع علي الفلسطينيين سواء رئيسهم أو صغيرهم أن يتهم دولة الاحتلال بارتكاب جرائم اضطهاد سياسي وعنصري بحق الفلسطينيين .
لم يرتكب الرئيس أبو مازن خطأً تاريخاً ,ولم ينكر الهولوكوست لكنه عبر عن ما بداخل كل فلسطيني وأراد أن يذكر العالم أن الاحتلال يمارس ما هو أقذر من الهولوكوست علي مدار 70عامًا ارتكب خلالها أكثر من 50 مذبحة ولم يكتفي وما زال يقتل ويتركب الجرائم كل يوم، يعدم الشبان أمام أهليهم دون محاكمة ولا احترام لأدمية الإنسان، ويتنكر لحق المدنيين في الحماية أثناء الحرب، ويتنكر لكل الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني التي أقرتها الشرعية الدولية، ويتنكر لكل قرارات هذه الشرعية الداعية إلى احترام الإنسان الفلسطينيين وحمايته من الاضطهاد الصهيوني المستمر. اليوم شنت دولة الاحتلال هجوم غير مسبوق علي الرئيس أبو مازن الذي قدم توضيحا بهذا الشأن لكن يبدوا أن الاحتلال الصهيوني يريد توظف هذه الفرصة لتبرير هجومه علي مدن الضفة الفلسطينية وقتل واعتقال الشبان الفلسطينيين، بل والتمادي في إجراءاته الاحتلالية علي الأرض التي تمثلت بتنفيذ عملية سطو مسلح أمام شاشات العالم الفضائية علي 7 مؤسسات حقوقية فلسطينية في رام الله والبيرة وسرقة محتويات تلك المؤسسات وإغلاقها بزعم باطل على أنها تمول الإرهاب دون أدلة واضحة ودون أي اكتراث لأصوات أوروبية حقيقية بحماية هذه المؤسسات التي تعمل لكشف وفضح جرائم الاحتلال من جانب وتقدم الدعم التنموي والنفسي والقانوني لضحايا الاضطهاد الصهيوني المستمرة، وبالأمس أعدمت الشاب (محمد الشحام) أمام والديه وإخوته في منزلة دون محاكمة و قبلها بأيام ارتكبت ثلاث مذابح بحق المدنيين الفلسطينيين ارتقي خلالها أكثر من 20 طفل بفعل الهجوم الحربي الوحشي علي غزة .
عاصفة أثارتها دولة الاحتلال والصحف الألمانية التي انتقدت المستشار(اولاف شولتس) بعدم الرد مباشرة علي الرئيس عباس عندما انتقد دولة الاحتلال واتهمها بارتكاب هولوكوست بحق الفلسطينيين ورفض الاعتذار لذوي القتلى الإسرائيليين في عملية ميونخ الفدائية 1972، "عاصفة برلين" هذه تبين كم هو العالم متحيز لدولة الاحتلال، وما سؤال الصحفي العنصري الذي وجهه السؤال إلى الرئيس أبو مازن في المؤتمر الصحفي إلا أسلوب استفزازي واضح للرئيس أبو مازن في هذا الوقت بالذات الذي تنفذ فيه دولة الاحتلال أبشع المخططات الأمنية في الضفة الفلسطينية لتضعف السلطة وتحولها إلى سلطة بلديات وتقضى تمامًا على حل الدولتين وتفرض الحل الإسرائيلي وتنتهك كل قواعد القانون الدولي وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة المادة الأولى من الاتفاقية والتي بموجبها تتعهد الأطراف باحترام الاتفاقية في المادة 146 بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة في تعريض حياة المدنيين للخطر، والمادة 147 الداعية لحماية المدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة بموجب البرتوكول الإضافي للاتفاقية .
"عاصفة برلين" كشفت مدي المسافة بين المجتمع الدولية والعدالة الدولية في التعامل مع قضايا حقوقية أولها الحق في التعبير والدفاع عن النفس والشعب الذي يمثله الرئيس أبو مازن دبلوماسيا لحماية حقوق الإنسان الفلسطينيين وثانيها لفت نظر العالم إلى ضرورة الدفاع عن ضحايا الاضطهاد الصهيوني المستمر بحق كل ما هو فلسطيني، وكشفت مدى أهمية اعتماد الفلسطينيين علي أنفسهم وعدم الرهان علي تلك الحكومات وعلي رأسها الأوروبية التي مازالت لا تتجرأ على إدانة سياسة الاضطهاد الصهيوني في فلسطين وتقدم خجلاً قليل من الدعم السياسي والمادي والمعنوي للشعب الفلسطيني الذي ما زال يأمل أن تتخلص الحكومات الأوروبية من الهيمنة الأمريكية والصهيونية وتدعم عمليًا وليس بالقول حق الشعب لفلسطينيين في تقرير مصيره السياسي بنفسه وتعترف بدولته علي ترابه الوطني الآن وليس غدًا لتصحيح الخطأ التاريخي والدفع باتجاه أن يعيش هذا الشعب كما كل شعوب الأرض ينعم بالأمن والاستقرار علي ترابه الوطني دون وصاية أمنية أو اقتصادية لا من احتلال ولا من دول إقليمية أو دولية