الكوفية:في 21 من شهر أغسطس من العام 1969 ، أقدم المتطرف الأسترالي "دينيس روهان" وبعد صلاة الفجر مباشرةً على حرق "المصلى القبلي " للمسجد الأقصى المبارك ، من خلال سكب مادة حارقة قابلة للاشتعال داخل المصلى القبلي وخارجه ، حيث التهمت النيران على ما في المصلى من نفائس معمارية فريدة النوع والصناعة ،التي أهمها منبر صلاح الدين الأيوبي ، واحتراق جزء كبير من مسجد عمر ومحراب زكريا ومقام الأربعين، ما أدى إلى إلحاق الضرر الكبير في عمودين أثريين رئيسيين من قوس الحجر الكبير ، واحراق 48 نادرة الصنع من حيث الهندسة المعمارية ذات الفن العربي الاسلامي العريق.
ورغم مرور 53 عامًا على حرق المصلى القبلي للمسجد الأقصى المبارك إلا أن الاحتلال الاسرائيلي وقطعان مستوطنيه لا يزالوا بشكل مستمر ويومي يواصلون الاعتداءات والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى ، من أجل تهويده والسيطرة عليه وتغيير كافة معالمه الجغرافية والتاريخية والحضارية ذات المعالم العربية الاسلامية ، وفرض ما يعرف في التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى.
وفي ظل إحياء الذكرى 53 لحرق المسجد الأقصى ، لا بد من كافة الجهات والمؤسسات والفعاليات والدول أن تقف بشكل رسمي ومسؤول أمام الممارسات اليومية للاحتلال الاسرائيلي وقطعان مستوطنيه ، ووقف كافة الاقتحامات وسياسة التنكيل والقمع والاعتقالات التي تمارسها قوات الاحتلال بحق المصليين والزائرين للمسجد الأقصى.
إن المسجد الأقصى المبارك برمزيته وقدسيته الدينية والعربية هو عنوان انساني لكل عربي ومسلم، فلهذا يجب أن يكون "الأقصى" حاضرًا وبقوة وباستمرار، وعلى الدوام في وجدان كل العرب من المحيط للخليج ، وفي عقول وأفئدة كل سائر المسلمين بالعالم، لأن المسجد الأقصى كيان ديني مقدس ومعمار حضاري وتاريخي ، وكافة معالمه بكل تفاصيلها تثبت مكانته الفلسطينية العربية وديانته الاسلامية ، وتاريخ حضارته العريقة، وسيبقى المسجد الأقصى فلسطيني الهوية، عربي المكان، إسلامي العنوان.