رغم حدود المواجهة الشعبية العامة في الضفة الفلسطينية والقدس (مظاهرات، احتجاجات واشتباكات مسلحة)، لكنها تمثل ورقة فعل ضاغط على العدو المحتل والكيان العنصري، وتحافظ بشكل ما على بقاء حركة الفعل الفلسطيني وروح الرد وفق "الممكن" رغم وسائل الحصار متعددة الوجوه.
"المناوشة اليومية"، المتفرقة في مناطق متعددة، لكنها مستمرة وشبه يومية، تمثل حالة إرباك رئيسية لقوات الغزو الاحتلالي وأدواته الإرهابية، التي يجب أن تبقى دومًا تحت حالة الخوف والرعب حيثما ولت.
"المناوشة اليومية" المنتشرة، هي فعل الضرورة الوطنية الذي يجب ألا يغيب، أي كانت قوة الدفع الذاتي للمشاركين، فتلك مسألة قد تتسع في أي لحظة خلال المسار، بحكم المخزون الكفاحي لدي الشعب الفلسطيني، خاصة وأن العدو القومي ينهش يوميا من مشروعه الوطني نحو فرض مشروع تهويدي، وفقا للتوراتية الفكرية والاستعمارية السياسية.
"المناوشة اليومية"، في جسد العدو المحتل تبقى حالة الاشتعال السياسي للقضية الوطنية، في زمن غياب قواعد العمل العربي المشترك، وخاصة ما يرتبط بجوهر الصراع في المنطقة، ومحاولة تغيير قواعده، ونقله من جوهري مع مستعمر محتل الى محتمل بشهوة السيطرة والتخريب.
"المناوشة اليومية"، مع العدو القومي المحتل تمثل فعل صد لكل من يعمل على تغيير مسار المشهد الوطني بحثا عن "مصالح فئوية"، تخدم مشاريع خارج الإطار الوطني، اعتقادا أنها "أداة المستقبل القادم".
"المناوشة اليومية"، هي جرس التنبيه الذي لا يجب أن يخفت ابدا، مع صعود "الفاشية اليهودية" النامية بقوة داخل دولة الكيان العنصري وتعتقد أن "الزمن زمنها"، وبأن الفلسطيني فقد كثيرًا من "ركائز الفعل الثوري"، خاصة بعدما نجحت أمريكا والكيان وأدوات الاستخدام السياسي بصناعة الانقسام في الداخل الفلسطيني، ليصبح "القاطرة السريعة" الخادمة لمشروع العدو.
"المناوشة اليومية"، هي السلاح الذي لا خيار غيره ليس لمواجهة العدو القومي فحسب، بل لقطع الطريق على تلك "الأدوات الاستخدامية" لكسر مسار الحركة الوطنية ومشروعها الكفاحي، خاصة بعدما باتت تسارع في تلك الوظيفة، ليس بالضفة والقدس فحسب، بل من قطاع غزة.
"المناوشة اليومية" للعدو القومي، هي أهم أسلحة الكشف الحقيقي عمن يعمل لخدمة هدف وطني، ومن يبحث بكل سبل لقطف ثمار نكسات المشروع الوطني، اعتقادا أنه "البديل الممكن" لحركة قادت الثورة ورسمت طريق شعلة الكفاح.
"المناوشة اليومية" للعدو القومي هي سلاح ردع حركات السوس السياسي، التي بدأت "أطراف الشر العام" نثره، عله يحقق بعضا مما لا يستطيع له سبيلا، بعدما كان من نتائج ذهبية لمسيرة الانقسام – الانفصال، التي شكلت الرافعة الأولى لتمديد المشروع التهويدي الاستيطاني في الضفة والقدس، وترسيخ نتوء كياني خاص خارج قاطرة المشروع العام.
"المناوشة اليومية"، فعل الضرورة الذي به يمكن حصار أعداء متعددي المسميات، ويقطع طريق حلم الإلغاء والبديل، وخلق مفردات طاقة ثورية جديدة، حماية لرصاصة الانطلاقة وتأسيس الكيان الأول في تاريخ فلسطين.
"المناوشة اليومية" للعدو القومي سلاح كشف كل أدواته الاستخدامية، أي كان نقابها ومسمياتها، فالحقيقة اليومية في أرض الصراع هي الكاشف العملي بين من يناوش عدوا ومن يناوش من يناوش العدو.
"المناوشة اليومية" سلاح البقاء الوطني ضد كل أعداء المشروع الوطني.. ولا خيار غير الخيار!