يبدو أن الوريث يسير باتجاه توزيع تركة الحركة بدون اي ضوابط شرعية أو قانونية بحيث لا تخضع لأي ميزان يستطيع استرداد أو تعويض أو استدراك ما خسرته الحركة في محطات كثيرة تم استنزافها واستبعاد فريق كبير من قادتها لكي تخلو المنصة المركزية من أي منافسة تاركة الفرصة سانحة أمامه وبدون أي حراك إيجابي في سبيل تعزيز رغباته الشخصية حتي لو كانت علي انقاض حركة تمتلك من التاريخ مالا يجعل مصيرها يؤول بهذا الشكل المرعب في الاندثار والتلاشي برغبة الاستفراد في تساوق غريب يعكس تدمير الأهداف والمبادئ التي انطلقت من أجلها لتبقي محصلتها في عدة اتجاهات مفتقدة البوصلة الحقيقية في بدايتها ونهايتها و ببنطه العريض مشروعها الكفاحي والتحرري...
والأكثر دهشة في موضوع سلخ الحركة عن هياكلها ونظامها الأساسي فالأمر يسير باتجاه مجموعة ورش عمل أو ندوات يتم من خلالها سلق مؤتمر ثامن كما يحدث الان في بيروت كجزء من ارهاصات التحضير التي قد تنحصر في صقل الشكل بمن حضر مع تعمد غياب اطر الحركة وهياكلها وكوادرها وكفاءتها أو يحدث مؤتمر بالتزكية ليس في القائد العام وحسب كما حدث في تولية عباس بالتصفيق ورفع الايادي وربما يشمل هذه المرة كافة أعضاء النواة الأولي في إنكار للاقتراع السري كأحد مبادئ الديمقراطية التي يقوم عليها الانتخاب المباشر أو كما يحدث في استمرار عملية الفرز الأصوات لمدة أسبوع أو أكثر بغية تقييف ما يمكن تفصيله للخروج بصيغة رثة تلبي طموحات الوريث وبالمقاس ...
إن تداعيات التحضير تسير بشكل لايمكن وصفه الا من باب اختلاس الظروف المكانية والزمانية وكان لحظة الانطلاق الفعلي قد تم تحديد ساعة الصفر لها وهي محصورة بين أطراف المؤامرة علي الحركة وجماهير الحركة وعلي تاريخها ومستقبله.
إذًا.. لا يمكن تفهم بأي حال من الأحوال أن الا يذكر في قرار تأجيل المؤتمر الثامن الذي كان منوط عقده في شهر أيار الي موعد غير محدد التاريخ بالمكان والزمان مع خلو الأمر من لجنة تحضيرية واضحة للجميع لكي تنظم عملية استكمال العضوية بما يضمن الطعن أو المطالبة باي استحقاق في سنوات عجاف تم سكب قوالب الحركة بشيء من الجمود دون أي تغيير في مفاصلها للذهاب بنتيجة تعكس نفس مستنقع المؤتمر السابع ...
ليطل علينا الشيخ في تغريدة بضرورة عقد المؤتمر وكأنه خارج دائرة المؤامرة في سياق الامنيات وترويج الأمر بأنه استحقاق نضالي و وطني وكانه يراد لهذا المؤتمر الإقصائي أن يكون افتراضيا ليضع قواعد التقييد والحظر وشطب تاريخ من لا يروق له ثم نفاجي بعقد ورشة عمل تنظيمية في بيروت تحمل لواء غزة في تحالف قديم يتم استنساخه لذات اهداف التلويح بما تم من تحالفات قديمة حديثة ولتتجدد اللقاءات بنخبة أمناء سر الأقاليم في الضفة الغربية مع من يوزع تركة الحركة بأجنداته السوداء في حين تري باقي للأطراف في غفلة عما يدور في كواليس التحضير وكأنهم ليس جزء من مدخلات المؤتمر أو يراد لهم أن يأتوا فرادي بدون اي اصطفافات تنظيمية أو قوة في المخرجات لأن الحكم أو النتيجة باتت واضحة بأنهم خارج إطار المنافسة أو حتي التنظير.
لم يعد من الحكمة الانتظار أكثر من ذلك خارج إطار الحركة بالتزامن مع عملية خطفها باتجاه ادوات المنسق في تحرير بعض التصاريح ولم الشمل دون تحرير الوطن والإنسان والقضية.. ولم يعد من المقنع أن تغلف للمصالحة الفتحاوية بلقاء هنا او هناك يخاف طروادة الوسيط ان يعلن عن اسمه الا في إطار الدسدسة والتسريبات والتي قد يتم الرد عليها بأنها مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة حيث أن اللقاءات يجب أن تتم في حضور وسطاء سعوا في أكثر من محطة لهذا الالتقاء الفتحاوي حتي تعطي لهذه الجلسات قيمتها الفعلية وتعكس مردودها الإيجابي علي جماهير الحركة والا لا يفسر هذا الغموض الا من باب أن ما يحدث مجرد تأويل أو أضغاث أحلام لمصالحة فتحاوية لن تحدث أو ان الأمر لا يتجاوز كونه جولات مكوكية لسحب بساط اي ردة فعل تذكر إزاء ما يقومون بالتخطيط لهم ليلا وسرا ...
فتح ذهبت بعيدا عن أهدافها ومبادئها وجماهيرها وتاريخها وحان الوقت لاسترداد هذا كله.. أن مجموع ما تم اقصاؤه من كوادر الحركة يغلب بأضعاف ما تم صناعته عبر استزلام ادوات في مواقع بتكليفات لا تخرج كونها تفخييد لذات المحور الذي يقود الحركة للهاوية لذلك يجب ابلاغ كل الأطراف المعنية الإقليمية والعربية والدولية بأن مؤتمر ثامن بدون مصالحة فتحاوية سيكون له ثمن وثمن كبير وسيتحمل المسؤلية الكاملة عن هذا الأمر من بدأ بالإقصاء والتهميش وشل أركان الحركة وتمويع حاضرها ومستقبلها وفصلها عن حركة جماهيرها ومخيماتها ومسارها النضالي.
فلا شرعية الا للنظام الداخلي للحركة ولا احتكام الا لما يفرزه الصندوق علي قاعدة توسيع المشاركة الفتحاوية بما يضمن عدم تغييب أي كادر أو عزل اي تيار أو إغفال أي تجمع أو إزاحة اي ساحة عمل أو مواجهة وبما يضمن انعكاس توارث الأجيال في الالتحاق بهذا المؤتمر وعدم حرمان من يحمل كرامة الحركة في الدفاع عن الوطن من سهولة المشاركة والثمتيل في مجلسها الث.وري وبنسبة 51٪ وبما يكفله النظام والقانون.
لأن من ينظر جليا سيري أن من هم خارج الحركة بفعل الإقصاء والتهميش هو أكثر بكثير ممن سكنوا هياكلها بالتكليف والاستزلام علي قاعدة من ليس معي فهو ضدي لتقتل اخر احلام الحركة في التعددية و التي ستكون بمثابة شهادة وفاتها أن لم تخرج من غرفة الانعاش بإعادة انفاس جميع أبناءها كضمانة والا ستبقي معلولة إلي أن تشيخ و تمرض وتموت .. بعدما كان نهجها بأن وجدت لتبقي وتستمر وتنتصر .
لذلك حالة الانتظار على بلاط الملك لم تعد كفيلة بمعالجة أيا من القضايا وايضا كوابيس المصالحة الفتحاوية تزعج ملوك الإقصاء والتفرد لذا فتركهم يرسمون حالة من الدمار في مستنقع الضياع يجب أن تجابه بمثل أو بأكثر مما يفكرون ولكن على قاعدة الجمع وليس الطرح وبمفهوم الشراكة وليس الإقصاء وفي مدرسة المحبة وليس بالكراهية.