بالتأكيد وصلنا إلى حالة تستدعي إعادة ترتيب النظام السياسي التي لا بد منها، ولكن هل يمكن ذلك في ظل غياب حركة فتح الموحدة؟!.
بالتأكيد لا يمكن إنقاذ المشروع الوطني دون فتح والتي تعاني من هم التفرد والإقصاء والفصل والهيمنة، ضد قيادات وازنة في الحركة وفي المجتمع الفلسطيني، وممارسة سياسة إضعاف الحركة لكوادرها وهياكلها، والهيمنة على القرار الوطني بالتأكيد هو استحضار للفساد ولإدارة أوضاع ملائمة لما بدأت به هذ المرحلة البائسة على الشعب الفلسطيني، مرحلة الرئيس محمود عباس وصولا إلى هذا اليوم.
وبالتأكيد الغالبية تترقب المؤتمر الثامن وخزعبلات شرعية خلفاء عباس في ظل استمرار منهج تكريس التشرذم الفلسطيني، لأن حركة فتح لا تمثل نفسها، بل تمثل الشعب الفلسطيني بأكمله، والجميع متطلع للمستقبل بعودة فتح قوية موحدة وليس العكس، والفصائل الأخرى تترقب لترتأي مصالحها الحزبية أين تتوافق، في ظل السيناريوهات المتداولة حول خليفة الرئيس.
ولأن كل هؤلاء القادة في الفصائل والأحزاب زعماء لشعب يعيش على كوكب المريخ وليس له الحق في الاختيار أو الانتخاب أو أن يكون مواطنا عاديا لا يتبع أي تنظيم، فبالتالي لا أمل في قيادات بمعزل عن شعبها ولا مشروع وطني وسط استمرار غياب الديمقراطية الحقيقية، وبتنا بالفعل لا نرى حقيقة وطنية واحدة ولا وحدة وطنية حقيقية ولا وطنا واحدا ولا قيادة موحدة، وكلٌ على ليلاه يغني.
ولهذا علينا الإجماع على إعادة بناء النظام السياسي والانخراط في هموم وحاجات شعبنا وتطلعاته .
الرجاء من الجميع الوقوف من أجل دماء الشهداء، من أجل أبطال الأمعاء الخاوية، من أجل الف مؤتمر وصوت يطالب بالوحدة، الرجاء الاستماع إلى صوت القواعد الشعبية في هذه الأرض المحتلة إلى أبناء فلسطين في الشتات وكل بقاع الأرض، ولنتوقف عن الاتّجار بالمواطن والاسترزاق على حساب فقره وجوعه، فلنتوقف عن هدم الوطن وتعالوا نبني مواطنا قادرا على الصمود والمقاومة والانتماء والعطاء، فلنقف جميعا عند مسؤولياتنا.
إن كل ما مر على شعبنا على مدار السنوات الماضية ومنذ رئاسة محمود عباس وحتى الآن هو مؤلم، سواءً على شعبنا أو على حركة فتح.
لقد آن الأوان لإنهاء آلام شعبنا وإعلاء المصلحة الوطنية، لنتخذ من الثورة الجزائرية أنموذجًا في مواجهة الاحتلال حيث توحدت الأحزاب وحركات التحرر في جبهة التحرير الوطني FIN ونجحت ثورة الجزائر.
ونحن كفلسطينيين لسنا بحاجة لتشكيلات جديدة أو غيره، نحن لدينا مظلة وطنية تعترف بها الشعوب والأنظمة، ألا وهي منظمة التحرير الفلسطينية، والتي يجب أن تجمع الكل الفلسطيني فيها وفق ديمقراطية تتيح لأجيال وقيادات شابة الدور في بناء استراتيجية للتحرر وإقامة دولة المؤسسات وبالتأكيد الديمقراطية مطلب شعبي وانتخابات المجلس الوطني استحقاق من أجل إعادة بناء النظام السياسي، وعلى الفصائل والأحزاب الاصطفاف للقواعد الشعبية ومطالبها بإجراء الانتخابات، وفق قاعدة الشعب مصدر السلطات والتعامل أننا نعيش على أرض الوطن وليس على كوكب المريخ.