الشعب الفلسطيني تاريخياً يعتبر من أطيب شعوب العالم؛ وذلك لأنه يمتلك أجمل مشاعر الحب والأحاسيس والعواطف الجياشة.
إن قسوة القلوب رغم لينها ونبضها بالحياة يعد كارثة اجتماعية وإنسانية تزرع بذور الكره والحسد والحقد والتباعد والتنافر والتجافي والخصام بين بني البشر ليخيم ظلام الظلم وتغيب العدالة.
كيف ونحن بالفطرة نمتلك قلوبا طيبة؛ ولكن قسوة الحياة والضجيج وعتمة الفكر والجهل والتعصب وحالات الفقر المدقع إضافة لتردي الأوضاع السياسية والتنظيمية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والتعليمية، كلها ظروف سوداوية يعيشها شعبنا الفلسطيني مثل المشاكل والأزمات العائلية والقبلية والثأر وحالات الطلاق والزواج والعنوسة وغلاء المهور وتفشي البطالة بكافة أنواعها التي تقتل أحلام الشباب، ناهيك عن السرقة والنصب والنهب القانوني وقضايا الورث بين الإخوة والأخوات وظاهرة الإدمان على المخدرات للهروب من الواقع القاسي لممارسة لعبة النسيان المحرمة، إن الحديث يطول عن قضايا المجتمع.
إن كابوس الفقر هو السبب الرئيسي الذي غيّب القلوب الطيبة لتتحجر وأصبحنا نرى قسوتها وأنيابها رغم لينها نجد أن التراكمات والمواقف المختزلة هي التي تعصف بكل ماهو جميل فيتساقط علـى إثرها أوراق وأقنعـة وضمائر وتنكسر قلوب، للأسف نحتاج أن تعود القلوب لطيبتها قبل فوات الأوان، فهل سافر الحب إلى بلاد المهجر.. أم توارى بين الأوراق اليابسة ليسقط مع رياح الخريف.. وهل تعود رياح الربيع وعطر النسيم؟!!!.
لن يبتسم الصُبح حتى نستيقظ من كابوس الفقر والجوع الذي يغيب الصواب والمبادئ والمُثل الأخلاقية والأدبية ليعيش الإنسان فوضى الحاجة والضياع والانخراط في شتى الظواهر السلبية التي تطيح بالسلم المجتمعي والأهلي، حتى نعيش في مجتمع هادئ تسوده العدالة والحب والسلام والديمقراطية وتعود لنا إنسانيتنا يجب على قيادة شعبنا في السلطتين الجنوبية والشمالية وقيادة الفصائل الوطنية أن توظف أموال الدعم الخارجية لمعالجة ظاهرة الفقر والبطالة وطرح الخطط الاستراتيجية في إنشاء المشاريع وتشجيع الاستثمار الفلسطيني نحو مستقبل جديد لنعيش كباقي شعوب العالم.