السادس من سبتمبر/أيلول، الذكرى السنوية الأولى لـ "نفق الحرية" والانتصار الكبير على الاحتلال الإسرائيلي، للأسرى الأبطال الستة، زكريا الزبيدي ، ومحمد ومحمود العارضة وأيهم كممجي ويعقوب قادري ومناضل نفيعات، حيث تحققت الفكرة التي تخطت حدود المكان والعقل وكانت ارادة الحرية العنوان لتحقق المعجزة ، وذلك ضمن عملية الهروب العظيم لستة من الأسرى الأبطال من سجن جلبوع، عبر نفق تم حفره بملعقة صغيرة صدأة ، استغرق الحفر من الوقت شهوراً من الصبر والإرادة والانتظار.
نفق الحرية الذي حفره الأسرى الأبطال بقلوب عاشقة للحرية ، وسواعد مؤمنة بحتمية الانتصار ،ومعنى الانتماء لعدالة القضية ، ومعنى الوفاء للوطن والهوية ، كلها ركائز وعناوين للنصر الوطني الفلسطيني القادم على الاستعمار مهما طال المشوار وليل الانتظار ، لأن التمسك بالحرية قرار ، تستمد روحها من عزيمة وارادة الأسرى المناضلين الأحرار المؤمنين مع كل فجر جديد ، أنهم على موعد قريب وليس بالبعيد مع الحرية.
تعتبر عملية " نفق الحرية" البطولية ذات التخطيط الفذ والتنفيذ الصعب، محطة نضالية من محطات الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، التي كسرت هيبة المحتل وانتصرت على المنظومة الأمنية العسكرية الهشة للاحتلال.
لا يزال شعبنا المناضل العظيم يجسد في كل يوم عظيم التضحيات وأروع الانتصارات فائقة القدرات، ايمانًا منه بضرورة ديمومة العطاء والوفاء والانتماء للقضية والهوية والأرض والانسان في ملحمة بطولية اسطورية عنوانها القائم والدائم أن ليل الاحتلال ومهما طال فإنه إلى زوال.
في الذكرى السنوية الأولى لـ"نفق الحرية" تعانق "جنين" الملحمة والأسطورة فجر الذكرى ، من خلال استمراها النضالي بتقديم عظيم التضحيات ، وارتقاء شهيد فجر اليوم إلى علياء المجد والخلود ، ليكون التلاحم الزماني مع ذكرى " نفق الحرية " ، وتضحيات مخيم " جنين" تلاحم أسطوري ومصيري لا ينفك من أجل الحرية والاستقلال.
في الذكرى السنوية الأولى لـ"نفق الحرية" سلام للأسرى الستة الأبطال الذين استطاعوا تنفس عطر الحرية بنهكة فلسطينية لأيام ، رغم استطاعت الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى وارجاعهم لذات المكان ، ولكن تبقى رسالة الأسرى الستة الأبطال، ورغم اعادة الاعتقال، رسالة الأحرار المتمسكين بالإرادة القوية ،والواثقين بقدوم فجر الحرية.
للأسرى الـ6، أبطال "نفق الحرية" تحية وسلام، ولكافة الأسرى والمعتقلين البواسل في سجون الاحتلال كل التقدير الوطني المعتق بالمحبة والاحترام.