مرة اخرى يعمل الوسيط الأمريكي هوكشتاين بتأني في مسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الصهيوني، مع تأكيده على وجود تقدم في وساطته ولكن دون حسم الأمور وتحت عنوان عدم قدرة الحكومة المؤقتة في إسرائيل على إتخاذ قرار سيادي، رغم أن المسألة تتعلق بالمياه الإقتصادية وليس السيادية.
هوكشتاين يعلم أنه ليس من مصلحة إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة إندلاع أي حرب في المنطقة لإستمرار التركيز على الحرب الروسية الأوكرانية، لذلك تحرص أمريكا على تطمين لبنان وعلى القول بالتقدم في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية اللبنانية مع كيان الإحتلال، من جهة أخرى يعلم الأمريكي قبل الإسرائيلي جدية تهديد حزب الله لذلك تم تأجيل إستخراج الغاز حتى نهاية شهر تشرين أول "أكتوبر"، وهذا يؤكد أن الحرب غير واردة في المدى القريب وهي الفترة الإنتقالية حيث إسرائيل تعد عدتها لإجراء الإنتخابات الخامسة في الأول من نوفمبر "تشرين ثاني".
لكن ما قد يؤدي لحرب او الإستعجال فيها هو الإعلان عن فشل كلي للإتفاق النووي الإيراني الأمريكي، ليس من باب الضغط الإيراني على أمريكا ولكن من باب عدم جدية ألولايات المتحدة في الإيفاء بوعودها، ولكن هذا أيضا لا يزال على الطاولة ضمن مفاوضات معقدة نهايتها أصبحت غير معروفة رغم أن الطرفين الأمريكي والإيراني يرغبان بقوة في التوصل لإتفاق، إضافة إلى أن أي خطأ في التقدير الإسرائيلي قد يشعل المنطقة رغم الحرص الشديد من جانب إسرائيل على عدم الخطأ.
في المجمل لبنان وضعه الإقتصادي والسياسي كنظام صعب جدا في ظل عدم التوافق على الرئيس وعدم تشكيل حكومة مستقرة، وهذا يجعل من إستعدادات حزب الله للحرب فعلية وقائمة وهي تنتظر فقط القرار من المستويات الأولى في قيادة الحزب بالتنسيق المباشر مع مختلف أذرع المقاومة في المنطقة وعلى رأسها إيران...
أحيانا تكون حسابات الحقل لا تستوي مع حساب البيدر، وهذا حال كيان الإحتلال الإسرائيلي، لذلك من المحتمل أن تكون سوريا هي السبب في الحرب قبل حقل كاريش والحدود البحرية، فإستمرار قصف سوريا سيكون له في النهاية عواقب، وخطأ صغير مرتبط بقيادة ومجاهدي حزب الله في سوريا قد يكون هو الشرارة.
