من النكسة ولد جيل وتربي علي حب الأرض الطيبة حب فلسطين ومن النكسة تألقت الثورة وتعاظم عطاء الشهداء ليصنع شعبنا ملحمة الكرامة وملحمة بيروت ويواصل انتفاضته الأولي وانتفاضته الثانية والانتفاضة الثالثة هيا انتفاضة العودة والتحرير انتفاضة الدولة الفلسطينية المستقلة ومن النكسة استمرت معركة البقاء وكان جيل النكسة الذي أنا من مواليده هو جيل الإصرار الفلسطيني علي التواصل .
حاربت دولة الاحتلال جيل النكسة الذي كبر في ظل احتلال ولا يعرف معنى الحياة عاش الدمار بكل اشكاله حرم وحورب حتى في تلقى تعليمه وكانت نظرية قادة الاحتلال الذين قالوا عن هذا الجيل الكبار يموتون والصغار ينسون معتقدين أنهم بذلك يلغون جيل ما بعد النكبة وكان وهم لهم، فجيل النكسة هو الجيل الذي حفظ عن ظهر قلب معني حب الوطن وكان خيره أبناءه شهداء او أسرى او مشردين بحكم ممارسات الاحتلال الإسرائيلي .
فلسطين بجيل النكسة صنعت الدولة الفلسطينية وقاومت في كل المعارك وحققت الانتصارات فالشعب الفلسطيني هو شعب حي لا يموت ولا نقول هذا الكلام من باب المجاملات، لكن الواقع والأرقام وحدها تتحدث حيث الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين واستمرار الشعب بالمقاومة والتعبير عن رفضه للاحتلال وانتزاع الاعتراف الدولي بالشعب الفلسطيني وإيجاد مكانه طبيعية للشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية علي الخارطة الدولية كان من أهم مقومات النضال الوطني الفلسطيني .
جيل النكسة كان الجيل الذي تحمل كل المصائب وحمل الراية واستمر وامن بالثورة واستعد للتضحية من اجل فلسطين ومن اجل الحرية، وهذا ما يتجاهله العالم، حيث يتجاهل حقوق شعب يريد العيش بكرامة، وأننا هنا نتساءل ونتوجه بالسؤال الي عالم غاب ضميره، لماذا يعيش شباب إسرائيل بأمن وتنمية ويمارسون حياتهم بينما يقتل الشباب الفلسطيني ويدفعون إلي الموت ويمارس بحقهم الظلم .
انها باختصار لعبة الموت وحضارة القوة التي تحكمون العالم بها ويبقي الشعب الفلسطيني هو الشعب الذي يمتلك قوة الحضارة وقوة العدالة مؤمنا بالانتصار ومستعدا للتضحية حتى لو تبقي اصغر طفل فلسطيني .
هذا الجيل لم يصل الى ما يطمح فكانت كل الظروف تحاصره والسلطة الفلسطينية بمحدوديه قدراتها لم تتمكن من حمايته ناهيك على انقسام ينهش بلحمه ليعيش ملتحفا الارض وينظر الى السماء قهرا .
وفي ظل تواصل انسداد الافق الفلسطيني يكون علينا لزاما اعادة تقيم التجارب لاستخلاص العبر والخروج من هذا الحصار الذي يفرضه الاحتلال بواقعه المر وبمعطيات الانقسام ونتائجه الصعبة التي باتت تعصف بجيل بأكمله .
تحاصرنا تلك القضايا برغم من بعدنا عن الوطن فيلاحقني دائما هموم ابناء شعبي لأكتب عن جزء من تلك المعاناة والمناشدات التي اتلاقاها يوميا والتي تطالب بمجملها بإيجاد افق وطني يحمل المسؤولية الوطنية امام هذا الجيل الذي يبحث عن حريته واستقلاله ودوره في الحياة .
ويبقى الايمان بحتمية الانتصار اقوى من كل المتغيرات والظروف القهرية التي تحيط بجيل النكسة وبرغم من كل آلام النكبة والتشرد والمعاناة الا ان الكل يؤمن بحتمية الانتصار ويستعد للتضحية والفداء، وان من يناضل من اجل الحرية والكرامة سيعيش يوما مرفوع الرأس وسيرفع شبل من أشبال فلسطين علمنا الفلسطيني خفاقا فوق ربوع ومازن القدس شاء من شاء وأبي من أبي والنصر لثورتنا ولشعبنا العظيم الذي يقود الدولة الى التحرير، ومن نصر الي نصر وأنها لثورة حتى النصر.