كان خبرًا سارًا، وجدًا، بعدما أعلن القيادي الكبير الرمز الوطني محمد بركة "أبو السعيد"، رئيس لجنة المتابعة العليا لجماهير شعبنا بالداخل الفلسطيني المحتل، أنباء التوصل لإعادة لحمة القائمة المشتركة، بمركباتها الثلاث، بعدما خرجت الحركة الإسلاموية لغايات حزبية ضارة، من الأخبار التي يمكن وصفها بالمشرقة حقًا.
ولكن، وكأن القدر السياسي، في زمن عاصف بالمشهد الفلسطيني العام، قرر ألا يكون ما كان "هدفًا" لكل وطني فلسطيني، حتى كانت "صدمة" اعتقد الجميع أنها باتت خلفهم، بأن تعود "الحالة الانقسامية" بين الأطراف الثلاثة، مع تبديل طرف بأخر، بعدم وجود "التجمع الديمقراطي".
ودون الخوض في تفاصيل ما كان، ومن أصاب ومن جانبه ذلك الصواب، فتلك مسألة تترك تقييما لما هو قادم، وما بعد إجراء الانتخابات العامة في الكيان العنصري، لاستخلاص كل الدروس خدمة لمستقبل لن يتوقف عند "خطيئة" وتنتهي، فحماية الوجود الفلسطيني في دولة "الفاشية" و"العنصرية" والاغتصاب سمتها الرئيسية، ما لا يجب أن يغيب عن كل فلسطيني حيثما وجد، داخل الوطن التاريخي أو خارجه.
الآن، بات الأمر واقعًا، ولا مجال للكلام ليت ولو وكيف، بل هل وعلينا، هل يمكن حصار كل آثار سلبية جانبية لـ "الصدمة الكبرى"، بحيث لا تنال مزيدًا من "نهش اللحم الحي الوطني"، بل على الكل أن يعيد رسم ملاح المسار نحو علينا أن نخوض معركة الربح الأشمل، مستظلين بقول شعبي فطري تاريخي "رب ضارة نافعة"، تأكيدًا على قوة الدفع نحو الصواب وليس نحو الخراب.
الاختلاف حدث راهنًا، وكان في تاريخ أهلنا ممن حملوا راية البقاء فوق أرضنا التاريخية ما يزيد عن ذلك بأكثر سوادًا وظلامية، ولكن قوة الدفع الوطني والبقاء السياسي كانت قاطرة إزالة كثيرًا من مطبات بعضها، وضعت من قادة الكيان الفاشي.
الجوهري الآن، هو أن تعمل مركبات الجبهة الثلاثة، وبقسميها الانتخابية نحو صراع زيادة الجماهير العربية المشاركة، ورفع نسبة المشاركة في الانتخابات، فكل ما يأتي استطلاعا لا يشير إلى تفاؤل" كبير، بل ربما هي النسبة الأقل من زمن بعيد، وتقل بما يقارب الـ 30% من المشاركة التاريخية لأهلنا.
حصار الحدث، بالعمل بعيدًا عن اختلاق "معارك جانبية ذاتية"، وهي لا تختفي وستبقى، ولكن لا يجب أن تكون هي عنوان المعركة فيما بينهم، فالوقت لا يسمح كثيرًا بتجاهل أن كل منهم هو المستهدف من النظام العنصري، أي كانت محاولات الاسترضاء لقيادة الفاشية الجديدة، وليس تجربة حكومة الثلاثي ونصف ببعيدة، فكل ما حدث مزيدا من الفاشية والعنصرية و"احتقار" البعد القومي للقضية الفلسطينية.
مركزية "قواعد الاشتباك" السياسي لو ذهبت في طريق صوابها، نحو العدو الحقيقي لكل من هو غير صهيوني، عربًا ويهود، وتلك المهمة المركزية التي ربما يحمل عاتقها "لجنة المتابعة العربية العليا" ورئيسها القائد الوطني الكبير محمد بركة، بما له من حالة إجماع" لم ينلها قائد فلسطيني منذ غياب الخالد ياسر عرفات، دور ربما هو الأكثر تعقيدا، لكنه الأكثر مسؤولية ووطنية، لتحديد أسس المعركة الانتخابية، وبعد الانتخابات يكون زمن المراجعة والمحاسبة، حتى لو تطلب تشكيل لجنة خاصة لاستخلاص عبر لا يجب أن تستمر.
الارتقاء بالخطاب بين أطراف القائمة المشتركة (المنقسمين آنيا)، نحو العدو الفاشي الاغتصابي والعنصري، وتحريض من كان ذاهبا لعدم الذهاب بأن يذهب مشاركا، فكل صوت للقائمة بمركبها الثنائي راهنا، والتجمع، هو صفعة مباشرة للتركيبة الصهيونية العنصرية، ووضع قيمة مضافة للدور المدافع عن حقوق قومية ومجتمعية لربع سكان الكيان، هم أصل الحكاية وحاميها.
لجنة المتابعة العليا ورئيسها الوطني الكبير "أبو السعيد"، أمامهم مهمة معقدة ولكنها ضرورة لا أكثر قيمة منها، بوضع "قواعد عمل الفعل الانتخابي" بين أطراف المشتركة الثلاثة المنقسمين.
لا وقت لترف الكلام.. فلا خيار سوى خيار الضرورة الوطنية، بأن يتضاعف المشاركين من أهلنا ليزداد المدافعين عن حقوقهم بشموليتها، وليس بانتقائيتها، كما كان من طرف طعن جوهر الوعي الوطني بحثا عن "رشوات امتيازية" وفق نظرية "مال يستبدل حقوق".