تزايدت عمليات الاقتحام الصهيونية للمسجد الأقصى المبارك بشكل غير مسبوق، فعمليات الاقتحام اليومي تتزايد، واعداد المقتحمين ترتفع بشكل ملحوظ وبمخطط ممنهج، حيث أفادت الأوقاف الإسلامية في القدس، بأن عشرات المستوطنين، اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلموديه في باحاته، واستمعوا لشروحات حول هيكلهم المزعوم، وتواصل جمعيات ومنظمات الهيكل المزعوم تحشيد اتباعها لتنفيذ أكبر اقتحام للمسجد الأقصى في 29 من أيلول الجاري، لمناسبة رأس السنة العبرية, ويبدو ان «إسرائيل» تسعى لفرض امر واقع جديد داخل باحات المسجد الأقصى المبارك, والبدء بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى, في المقابل تتواصل الدعوات للحشد والصلاة في المسجد الأقصى ومواصلة الرباط في باحاته، للتصدي لاقتحامات المستوطنين وحمايته من مخططات الاحتلال التهويدية, والفلسطينيون على اتم الاستعداد للدفاع عن مسجدهم واقصاهم ومدينتهم التي تتعرض للتهويد, والدفاع عن الأقصى واجب ديني ووطني واخلاقي لأن «القدس في العيون, نفنى ولا تهون» ولا يمكن لاي فلسطيني ان يتخلى عن واجبه او يساوم على حقوقه او يتقاعس في الدفاع عن مقدساته, لذلك فان صحيفة «معاريف» العبرية اعلنت صباح امس الأحد، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لتعزيز قواته في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين، في ظل تقديراته التي تشير إلى أن «التوترات في الضفة قد تستمر لتصاحب فترة الأعياد اليهودية», وشرعت قوات الاحتلال بالاستعدادات لرفع حالة التأهب والاستنفار تدريجيا مع اقتراب «الأعياد اليهودية»، في الأسبوع القادم، والتي تشمل نشر آلاف العناصر في مناطق مكتظة مع التركيز على نحو خاص في مدينة القدس المحتلة.
ما يشهده المسجد الأقصى من عمليات اقتحام مستمرة هو جزء من مخطط شامل يستهدف مدينة القدس المحتلة ويهدف لتهويدها وطرد سكانها الفلسطينيين الأصليين منها فقد أكّد الخبير في تاريخ القدس والمسجد الأقصى د. جمال عمرو، أمس الأحد أن «المخطط الاستيطاني الجديد بين بلدتي بيت حنينا وحزما شمال مدينة القدس المحتلة، بما يعرف بـ «حديقة الغزلان»، يهدف إلى فرض طوق استيطاني على القدس من جميع الجهات، وطرد الفلسطينيين من تلك المنطقة، وتجميعهم في مناطق أريحا والأغوار. وأشار إلى أن الاحتلال سيدفع إلى ترحيل وتشريد أكثر من 15 ألف شخص من البدو الفلسطينيين يقيمون في تلك الأراضي، إذ إنه سينهب أراضيهم ويدفعهم للرحيل عنها والسكن ضمن تجمعات شمال في إحدى المناطق شمال أريحا والأغوار، مشدداً إلى أن هذا المخطط لن يكون الأخير في المنطقة، فهم مستمرون في مشاريعهم الاستيطانية حتى احكام السيطرة الكاملة على القدس، ومنع تمدد المواطنين، والاستيلاء على أكبر مساحة من أراضيهم. وبيّن أن هناك أهدافاً أخرى ينوي الاحتلال تنفيذها من خلال الاستيلاء على أراضي المواطنين في المنطقة المذكورة سابقاً بالقدس، وهو التطهير العرقي وطمس كل ما يتعلق بالوجود والهوية الفلسطينية، ووضع أدلة تزعم أنها ملكية «إسرائيلية»، منذ قديم الزمان», هذا المخطط معلن ولا تخفي سلطات الاحتلال الصهيوني نواياها التهويدية في القدس, خاصة بعد ان قررت اعتبار القدس المحتلة عاصمتها الأبدية, وحيدتها تماما عن الخضوع لاي تفاوض او مساومة او حتى حوار حولها, الامر الذي يحتم على أهلنا المقدسيين اخذ زمام المبادرة بأيديهم, والدفاع عن مدينتهم المقدسة, وافشال مخططات التهويد والتهجير والمصادرة وتدنيس المقدسات, فالقدس في العيون .. نفنى ولا تهون.
المخطط الصهيوني لم ينته عند هذا الحد, انما وصل الى محاولة تزييف المناهج التعليمية في مدارس القدس, وفرض منهج دراسي مزيف على المقدسيين, الامر الذي دعا القوى الوطنية والإسلامية في القدس المحتلة لإعلان اليوم الاثنين يوم إضراب شامل في كافة مدارس القدس رفضاً لأي شكل من أشكال فرض المناهج الإسرائيلية أو المنهاج المزيف على الفلسطينيين المقدسيين, وحملت القوى الوطنية والإسلامية في بيان مشترك مع أولياء أمور القدس، إدارة أي مدرسة المسؤولية الوطنية والأخلاقية والدينية بالخروج عن إجماع الأهالي وخرق الموقف الوطني, وجدد البيان تمسك المقدسيين بموقفهم الثابت، بالرفض المطلق والتام لمحاولات فرض منهاج مزيف أو مستحدث على أبنائنا في جميع المدارس على اختلاف مرجعياتها الأكاديمية وعدم القبول بغير المنهاج الفلسطيني, وعبرت القوى عن رفض كل أشكال الابتزاز المالي الذي تمارسه وزارة المعارف الصهيونية وبلدية الاحتلال في المدينة على إدارات المدارس وسياسة التهديد العلني والمبطن تجاهها. وأكدت على حق الفلسطيني باختيار المنهاج الذي يتم تدريسه، مطالباً المؤسسات الدولية ذات الصلة بالوقوف عند مسؤولياتها وكبح جماح تغول الاحتلال وأذرعه التنفيذية وحماية المؤسسات التعليمية الفلسطينية، ان معركة القدس مشتعلة، وهي تتطلب موقفا فلسطينيا موحدا في مواجهة مخططات الاحتلال لأن القدس في العيون.. نفنى ولا تهون.