مخططات سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي التي تهدف الى ضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن سوف تؤدي الى تكريس التوتر وتهدد الامن القومي العربي وتكريس هيمنة الاحتلال واستمرار عملياته العسكرية وعدوانه على الشعب الفلسطيني كون ان ضم اجزاء من الضفة الغربية يعني بالمحصلة النهائية استحالة احلال السلام ولا يمكن ان يتم تتحقق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسيؤدي ذلك الى استمرار الحروب والعدوان .
هذا الأمر من شأنه إعادة الأوضاع في المنطقة إلى مربع العنف والصدام واستمرار اليه الصراع والعدوان وهذه الخطط الأحادية الجانب غير القانونية ستؤدي إلى زوال حل الدولتين وفرض واقع الفصل العنصري القائم على الدولة الواحدة إلى جانب عواقب بعيدة المدى، ومثل هذه الخطوة ستزيل جوهر وهدف الاتفاقات القائمة مع الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية والتي تقوم على تحقيق حل قائم على دولتين كأساس للسلام العادل والأمن الدائم في المنطقة .
اهمية اتخاذ خطوات من شأنها التأكيد على وحدة وقوة الموقف العربي وضرورة اتخاذ قرارات من قبل الدول العربية وان يكون مؤتمر القمة العربي القادم والذي سوف يعقد في الجزائر على قدر هذه التحديات الراهنة وما تواجهه الساحة العربية من تحديدات ويكون بمستوى الحدث ويعبر عن الواقع وأماني وتطلعات الجماهير العربية والإسلامية والمواقف وقوة الحضارة العربية والحقوق الثابتة في القدس والمسجد الاقصى المبارك من خلال التوجه الواضح للعالم أجمع بضرورة تحمل مسؤولياته السياسية والأخلاقية والقانونية تجاه القضية الفلسطينية وأهمية دعم حل الدولتين لا الدولة الواحدة التي تسعى حكومة الاحتلال فرضها على العالم بدون وجه حق .
أنه بدون هذه المسؤوليات الأخلاقية والسياسية ستعود المنطقة بأسرها إلى مربع العنف والصراع الذي لا تحمد عقباه وسيستمر تعزيز الكراهية بين الشعوب بفعل ممارسات الاحتلال فلا معني لاستمرار هذا الصراع والعدوان ولا معني لاستدامة السيطرة العسكرية الاسرائيلية فحان الوقت لإنهاء اطول احتلال عرفه العالم وان يسود التسامح ويعم السلام بدلا من دائرة الحروب الهالكة، والعمل من اجل مستقبل افضل وحياة قائمة على تحقيق العدالة والمساواة ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وفقا للقرارات الدولية وما اتخذته الامم المتحدة من مواقف تؤكد على الحقوق الشرعية الفلسطينية .
الموقف الفلسطيني يعبر عن الاجماع العربي والدولي ويترجم مواقف شعوب الأمتين العربية والإسلامية بكل حكمة وشجاعة وتضحيات في ظل استمرار لغة الصمت وحالة فقدان الوعى وعدم الاكتراث لما يحدث وتغيب الفكر والإعلام والسياسة وتسخير بعض وسائل الاعلام خدمة للعلاقات مع الاحتلال ضمن اهداف واضحة ومحددة وتخدم سياسات الاحتلال ومؤامراته .
مما لا شك فيه بان الشعب الفلسطيني يقف في خندق المواجهة ويدفع الثمن لمواجهة مؤامرات تصفيته ويدافع عن حقوقه التاريخية وقوة المنطق والحضارة والتاريخ، ودائما عكست التوجهات الجماهيرية والنضالية والكفاحية للشعب الفلسطيني قدرته على احداث التغير والتعبير عن اهدافه والحفاظ على حقوقه والثوابت الكفاحية والأهداف وتعزيز العمل المشترك لتحقيق التقدم والحفاظ على الهوية الفلسطينية من التهويد والاندثار والسعي مع الدول العربية الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي لدعم قيام الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها والانطلاق لتفعيل العملية السلمية من خلال ما يقره الاجماع الدولي والعربي بعيدا عن مؤامرات وسياسات الاحتلال التي يسعى الي تطبيقها من طرف واحد وأننا نأمل ونتطلع الي ان تصل رسالة مؤتمر القمة العربية لكافة المحافل الدولية .