أخفقت القوى السياسية العربية الفلسطينية الأربعة، الممثلة لشعبها، المنتخبة من أهالي مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، أبناء الجليل والكرمل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، أخفقوا في العودة إلى الائتلاف الجماعي فيما بينهم، عبر خوض الانتخابات من خلال قائمة برلمانية واحدة كما سبق وحصل في دورتي الكنيست السابقتين: 1- دورة البرلمان الإسرائيلي 22 يوم 17/9/2019، وحصلوا في حينه على 13 مقعداً، وعلى 470.211 الف صوت، نظراً لخوضهم الانتخابات موحدين لأول مرة، 2- وفي دورة البرلمان الإسرائيلي 23 يوم 2/3/2020، وحصلوا على 15 مقعداً وعلى 580.044 الف صوت، حيث زاد عدد الناخبين الفلسطينيين الذين انحازوا لهم مكافأة على ما حققوه بالوحدة والائتلاف، مما يؤكد أن الشعب الفلسطيني يدرك أهمية التماسك والشراكة في مواجهة حكومات وأحزاب وسياسات المستعمرة التي تضطهدهم، وتصادر حقوقهم، وتنتهك كرامتهم، بالتمييز العنصري الفاقع ضدهم، إضافة إلى احتلال أرض شعبهم في مناطق الاحتلال الثاني عام 1967، للقدس والضفة وتحاصر قطاع غزة وتفرض التجويع والمذلة على أهله.
في دورة انتخابات الكنيست 24 السابقة يوم 23/3/2021، انقسمت القوى السياسية الفلسطينية، وخاضوا الانتخابات ضمن قائمتين: الأولى القائمة البرلمانية العربية المشتركة وتشكلت من ثلاثة أحزاب هي: 1- الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، 2- الحركة العربية للتغير ، 3- التجمع الوطني الديمقراطي، والثانية القائمة العربية الموحدة، وتشكلت من الحركة الإسلامية الجنوبية ومعهم نائب مستقل هو مازن غنايم رئيس بلدية سخنين السابق، وتراجع تمثيلهم من 15 مقعداً وفق نتائج انتخابات الكنيست 23، يوم 2/3/2020، تراجعوا إلى 10 مقاعد بمواقع ستة مقاعد للقائمة البرلمانية المشتركة وأربعة مقاعد للقائمة البرلمانية الموحدة.
الآن سيخوضون انتخابات الكنيست الإسرائيلي في دورته 25، يوم 1/11/2022، بثلاث قوائم تشكلت كما يلي:
1- القائمة المشتركة مشكلة من حزبين هما الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والحركة العربية للتغيير، والمرشحين الأوائل في القائمة هم: أيمن عودة من الجبهة، أحمد الطيبي من التغيير، عايدة توما سليمان من الجبهة، عوفر كسيف يهودي من الجبهة، يوسف عطاونة من الجبهة من منطقة النقب.
2- القائمة البرلمانية الموحدة مشكلة فقط من الحركة الإسلامية الجنوبية، والمرشحين الأوائل هم: منصور عباس، وليد طه، وليد الهواشلة، إيمان الخطيب.
3- قائمة حزب التجمع الوطني الديمقراطي ومشكلة من أعضاء الحزب فقط، والمرشحين الأوائل هم: سامي أبو شحادة ، مطانس شحادة، دعاء حوش، وليد قعدان.
في ظل المعطيات الانتخابية الجديدة لبرلمان المستعمرة، تحتاج القائمة للنجاح ودخول عضوية الكنيست، لأربعة مقاعد كحد أدنى بواقع حصولهم على 3.25 بالمائة من مجموع المصوتين الذين وصلوا إلى صناديق الاقتراع، مما يتطلب حصول القائمة على 140 ألف صوت كحد أدنى حتى يتسنى لها النجاح والفوز البرلماني.
في دورة انتخابات الكنيست 23 وصل إلى صناديق الاقتراع 65 بالمائة من مجموع المصوتين الفلسطينيين الذين إنحازوا للقائمة البرلمانية المشتركة الموحدة، أما في انتخابات الكنيست 24، وعلى أثر إنقسام الأحزاب العربية إلى قائمتين: المشتركة والموحدة، تراجع المصوتين العرب الفلسطينيين إلى 45 بالمائة فقط، فماذا سيكون موقفهم يوم 1/11/2022 لانتخابات الكنيست 25 وأمامهم ثلاث قوائم عربية بدلاً من واحدة أو اثنتين؟