سلطت التهديدات الروسية الجديدة في أوكرانيا الضوء على احتمالات، دخول الحرب طورا جديدا، بعد زيادة دعم التحالف الغربي لكييف ، بأسلحة متقدمة تقنيا ، والإصرار على الهزيمة الروسية الكاملة ، بما يعني عدم توقفها على مسرح العمليات الاوكراني بما يتعداه بتهديد الفيدرالية الروسية ، في هذه الورقة المختصرة نقرأ ، موضوع استخدام الروسي لأسلحة نووية تكتيكية محدودة :
- الأسلحة النووية التكتيكية، هي تلك الأسلحة ذات التأثير المنخفض نسبيًا. يمكن أن تزن القنبلة منها نحو 1000 كيلو أو أقل. يمكن "خفضها" حتى 0.3 كيلو طن إذا كان سيتم استخدامها كسلاح تكتيكي – ويعادل حوالي واحد على خمسين من مردود القنبلة التي دمرت هيروشيما.
- تمتلك أمريكا حوالي 100 سلاح نووي تكتيكي في قواعد جوية في أوروبا. يعتقد أن روسيا لديها الآلاف. فهي تعتبرها وسيلة للتعويض عن قوة الناتو في الأسلحة التقليدية المتقدمة. الفائدة العسكرية ربما تكون محدودة. لكنها يمكن ان تكون مكملة للأسلحة التقليدية الموجهة بدقة، إذا تم استهداف مواقع القيادة والمخابئ الأكثر تحصينا.
- الأسلحة النووية التكتيكية لن تكون بديلاً عن الأسلحة التقليدية، حيث سيتعين استخدام أعداد ضخمة منها لإحداث تأثير عسكري دائم. خلصت إحدى الدراسات التي أجريت على السيناريوهات الهندية الباكستانية إلى أن القنبلة النووية التكتيكية التي يبلغ وزنها خمسة كيلوطن قد تدمر ما لا يزيد عن 13 دبابة. تحاول المصادر الغربية القول ان تجربة الحرب الأوكرانية أظهرت قدرة روسية قليلة على تحديد مواقع الأهداف المتحركة وضربها.
- التقدير الغربي ان هذا النوع من الأسلحة غير التقليدية لا يمكنها تحقيق مكاسب حاسمة في ساحة المعركة، ويميلون انها إحدى أدوات الإكراه والترهيب ودفع الاوكرانيين الى الاستسلام.
- في السنوات الأخيرة، رفعت روسيا درجة التهديد باستخدام النووي، إذا ما وقعت الدولة والنظام، خاصة وان بوتين يعتبر الهزيمة في أوكرانيا مسألة وجودية. وإذا تم هزيمة الجيش الروسي في جنوب أوكرانيا لدرجة أن القوات الأوكرانية هددت باستعادة شبه جزيرة القرم، فقد يؤدي ذلك أيضًا إلى تحول بوتين الى المخاطرة أكثر.
ما هي المخاطر التي تحملها خطوة استخدام أسلحة نووية تكتيكية:
- التقديرات ان الضربة النووية التكتيكية على قاعدة أوكرانية أو فوق البحر الأسود ستكون لحظة حاسمة - أول استخدام للأسلحة النووية منذ عام 1945 - لكنها قد لا تتمكن من إيقاف الهجمات الأوكرانية بالضرورة. وأي قرار لكسر المحرمات النووية من شأنه أن يضر بعلاقة روسيا مع الدول الصديقة أو غير المنحازة، مثل الصين والهند. وقد يؤدي توجيه ضربة إلى أوكرانيا إلى النتيجة المعاكسة تمامًا لتلك التي سعى إليها بوتين منذ بداية الحرب: إرسال قوات غربية، مثل فرق الأشعة المتخصصة، إلى أوكرانيا.
الخلاصة: يكتسب الجدل الغربي حول ما إذا كانت روسيا ستلجأ أم لا إلى الاستخدام النووي. يجادل بعضه بأن المخاطر كبيرة لدرجة أنه يتعين على الغرب إقناع الحكومة الأوكرانية بالمفاوضات قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة. فيما يقول طرف اخر بإن المبالغة في المخاطر النووية تصب في مصلحة بوتين، الذي يستهدف بمثل هذا النوع من التهديد ثني الغرب عن إرسال أسلحته الأكثر تقدمًا ويقيد أوكرانيا. بوتين رفع منسوب التوتر والاستنفار الغربي والعالمي، وقد وصلت الأمور الى مرحلة اللاعودة ، مع طرفين يعتبران ان هذه المعركة وجودية بكل معنى الكلمة ، بانتظار ان يقرر الغرب العودة الى طاولة التفاوض والتسوية غير المذلة لروسيا ونزع فتيل الحرب المدمرة .