العلاقات العامة هي علم حديث قديم منذ بداية الخليقة الإنسانية وقد استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم في وسائل الإتصال الشخصي وغير الشخصي أيضاً، حيث كان يُوفد الرسل ويبعث الكتب إلى الملوك والأمراء ويدعوهم إلى الدخول في الاسلام، وترتكز العلاقات العامة على فلسفة الحب الحقيقي وبناء جسور التفاهم بين بني البشر.
إن تعريف العلاقات العامة:
هي اتصال ذو حدين ويهتم بنسيج العلاقة بين التنظيم والجماهير الداخلية والخارجية والمحافظة عليها من الضياع.
-الجمهور الداخلي وهم الأعضاء، والعاملين في الهيكل التنظيمي يجب متابعتهم من خلال البرامج التي تزيد إنتاجهم ونشاطهم الفكري؛ لأن التنظيم يسوق فكرة تعانق روادها وتتناغم مع الصورة الذهنية لمعتقداتهم المتغيرة حسب قوة الضغط والتأثير.
-الجمهور الخارجي ويضم التالي :
١. العلاقات الدولية الخارجية.
٢. المؤسسات الخاصة والعامة.
٣. العلاقات الوطنية والفصائلية.
٤. المخاتير والوجهاء وقادة المجتمع المدني.
٥. الشعب بكافة أطيافه الفلسطينية.
ناهيك عن عصب العلاقات العامة وهي لجنة البرتوكول التي تتابع وتنظم الإحتفالات، والندوات، والمؤتمرات.
كلها مهام صعبة بحاجة لعناية ومتابعة مستمرة لأنها تتعامل مع الإنسان بعقليته المعقدة المزاجية المتقلبة المتأرجحة بين النعم واللا ، إن من السهل بناء علاقة ولكن الأهم المحافظة عليها من الفناء.
إن القلب النابض للعلاقات العامة والمايستروا لجوقتها هو (التغذية الراجعة): وهي التي تقيس الفعل وردة الفعل من خلال الملاحظة وجمع المعلومات من عيون الحاضرين وحديثهم الجانبي هنا وهناك، كلمات متناثرة نقطفها في سلة التقرير الشامل للأنشطة التي تعج بالنجاحات وبالتوصيات الوقائية والعلاجية للأنشطة القادمة.
تعد العلاقات العامة وظيفة إستشارية تقدم التوصيات لأصحاب القرار في قيادة التنظيم ليكون رافعة قوية لكن السؤال: هل قيادة التنظيمات تمتثل لآرائها وتعيرها الاهتمام؟
أم أن القيادات وصلت لمرحلة من الذكاء الخارق والتشبع الذي يؤهلها لتقود بدون توصيات أم أنها مقيدة بتعليمات الأجندات السوداء الممولة التي تصدر التعليمات والمال السياسي؟!
تتربع العلاقات العامة في صدارة التنظيم وهي الوجه المشرق له، يا قيادات التنظيمات لحظة عتاب الكفاءات التنظيمية لا تستطيع إدارة اللجان التخصصية؛ لأنها تحتاج مهنين ودارسين ومتخصصين، غير ذلك يكون العمل بشكل عشوائي قد يخطأ ويصيب ونحن لن يسعفنا الوقت لنعيش في حقل تجارب، هل يعقل دكتور في العلاقات العامة ضمن لجنة يقودها جاهل في التخصص كيف يتم الانسجام؟ وكيف يفهم ماهية البرامج المقترحة وطريقة تطبيقها؟
التنظيم بدون لجنة علاقات عامة كالجِمال تحرث الأرض وتدبكها بعشوائية أقدامها حتى لو كل أعضاء التنظيم يمارسون أدبيات العلاقات العامة، إننا نحتاجها لجنة ثابتة فعالة، ففي بعض الدول الغربية تستعين بمكاتب خاصة إستشاري علاقات عامة (مستشار خارجي) مع أن لديها لجنة في هيكليتها وذلك في الأزمات الكبرى.
-رسالتنا:
1. نطالب الفصائل الفلسطينية الإهتمام بالعلاقات العامة و وضعها على سلم الأولويات وإدراجها ضمن الهيكلية التنظيمية لها على أن تكون فعالة وليست كخيال الحقل، لأنها تهتم بنسج العلاقات الطيبة ببن التنظيم وكافة الجماهير سواء كانت داخلية أو خارجية، وتعمل على تثبيت العلاقة والمحافظة عليها من الإهتراء والتآكل والضياع.
2. وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لأنه بات ضرورة ملحة لنجاح العمل التنظيمي والمؤسساتي أيضاً.
أطلقوا العنان للعلاقات العامة لتتألق ببرامجها النوعية التي تحاكي مشاعر الشعب ليركب في قطار أفكاركم نحو التحرير، كي تبني لكم قاعدة جماهيرية وطنية تسعفكم في الملعب السياسي الفلسطيني والدولي.
2022/9/26م