مع بداية شهر أكتوبر ينتظر أبناء الشعب الفلسطيني بفارغ الصبر موسم قطف الزيتون ليروي حكاية عشق الأرض والتمسك بالحق للأجيال الصاعدة، وفي عرس وطني بهيج تمتزج فيه أنغام الفلكلور مع روائح الأكلات الشعبية في أحضان الطبيعة؛ يشارك عشرات الفلسطينيين والمتطوعين في قطف ثمار الزيتون متوشحين بالكوفية والزي الفلسطيني تجسيدا للمأثور الشعبي والثقافي.
وتأكيداً على هوية الأرض الفلسطينية وترسيخاً لثوابتنا الوطنية، اعتاد تيار الإصلاح الديمقراطي لحركة فتح في ساحة غزة أن يشارك أصحاب الأراضي الزراعية في الأسبوع الوطني لجني ثمار الزيتون من كل عام وسط أجواء احتفالية تراثية، وذلك بحضور وجهاء وأعيان عشائر قطاع غزة تعزيزاً لأواصر التعاون والتكافل مع أبناء شعبنا بقانون المحبة.
تحتل شجرة الزيتون مكانة كبيرة لدى الشعب الفلسطيني، وارتبط بها ارتباطاً وثيقاً نظرا لدلالتها الوطنية وكونها أحد رموز الهوية؛ فعلاوة على البعد الديني والقدسي تعبر هذه الشجرة المباركة عن صمود وثبات وتحدي الشعب الأعزل مما جعلها مستهدفة كالشجر والحجر من قبل المحتل الغاصب.
وفي ظل استمرار المضايقات والاعتداءات التي يمارسها الاحتلال الصهيوني على المزارع الفلسطيني بمصادرة الأراضي الزراعية وحرق الأشجار خلال موسم الزيتون، ستبقى شجرة الزيتون شامخة في السماء ومتأصلة في الجذور؛ مجسدة لكفاح ونضال الشعب الفلسطيني المتجذر على هذه الأرض المباركة وباقٍ ما بقي الزعتر والزيتون.