الثورة والنضال الفلسطيني المقاوم، ضمن تاريخ فلسطيني معتق برائحة الانتماء الثقافي الجماهيري للثورة المستمرة ذات الانتماء والهوية.
الحطة والطربوش تراث لزي فلسطيني اشتهر في الثلاثينات ضمن القرن الماضي، حيث اختص ارتداء الحطة للفلاحين وأهل القرى والريف الفلسطيني، واختص ارتداء الطربوش في أهل الحضر من سكان "المدن " الفلسطينية، وهذه السيرة من التراث الفلسطيني تزامنت في عهد الانتداب البريطاني لفلسطين.
حكاية الحطة والطربوش حكاية واقعية فلسطينية اختصت في تعميق الثقافة الوطنية للإنسان الفلسطيني، حيث بدأت الحكاية النضالية لها في رحاب ثورة 36 من القرن المنصرم، حيث كان الكم والعدد الأكبر من الملتحقين في صفوف الثورة الفلسطينية من " الفلاحين " من أهل القرى والريف الفلسطيني، الذين كانوا ينفذون عمليات فدائية ضد قوات الانتداب البريطاني في حينه، وتكبيد جيش الانتداب خسائر فادحة في الأرواح ، فقامت السلطات البريطانية بإعطاء الأوامر لقواتها المستعمرة باعتقال كل من يتجول في المدن الفلسطينية مرتديًا "الحطة والعقال" وتقديمه للمحاكمة العسكرية السريعة أو اعتقاله وتغريمه غرامة مالية، ولكن الحالة الوطنية المقاومة في حينها وردًا على سياسة الانتداب، تيقنت للأمر سريعًا، وقامت في إصدار قرار ثوري لكافة الفلسطينيين الالتزام بلباس "الحطة والعقال"، إلغاء ارتداء "الطربوش" وتعميم ثقافة ارتداء الحطة والعقال في كافة أنحاء فلسطين المحتلة، لمواجهة سياسة الانتداب البريطاني، لتسهيل مهام المقاومين والفدائيين في تنفيذ عمليات عسكرية وهم يرتدون الزي التقليدي "الحطة والعقال"، لكي يتشتت ذهن الاستعمار ولا يقدر على تحديد هوية الفدائيين وشخوصهم من خلال الشكل والمظهر.
اليوم تعيد الثقافة الفلسطينية إنتاج نفسها من جديد، حيث المطارد المقدسي المناضل "عدي التميمي" وتضامن شباب القدس المحتلة معه بحلق شعر رؤوسهم على "الصفر" لكي يتم تظليل الاحتلال الإسرائيلي من اعتقال المطارد "عدي التميمي "منفذ عملية" شعفاط" قبل أيام.
اليوم الشباب المقدسين المناضلين قاموا بالتضامن بالمظهر والشكل عبر ابتكار نوع آخر من الثقافة الوطنية التي هي امتداد "للحطة والعقال" وهو حلق شعر الرأس على الصفر، لكي تجسد حكاية فخر واعتزاز لثقافة وطنية تستجيب لحماية المناضلين والمطاردين للاحتلال الإسرائيلي من أبناء شعبنا، وهذا إدراكًا من الشباب الفلسطيني بأهمية الوقوف بجانب مناضلين شعبنا شكلاً وروحًا ومضمونًا.
رسالتنا في رحاب تعزيز الثقافة الوطنية كل الاحترام والتقدير للشباب الفلسطيني، وعلى وجه الخصوص شباب القدس المحتلة، الذين ابتكروا وتفاعلوا مع شخصية المطارد للاحتلال "عدي التميمي" وحلق رؤوسهم على الصفر مثله، حتى يعجز الاحتلال على اعتقال للمناضل المقدسي "التميمي"، ضمن رسالة وطنية عنوانها "كلنا عدي التميمي".