ما تقوم به دولة الاحتلال هو إعلان حرب على مدينة القدس ومقدساتها وأن المواجهة مع الاحتلال مفتوحة مما يتطلب دعما عربيا وإسلاميا مساندا لقرارات القيادة الفلسطينية وصمود أبناء الشعب الفلسطيني حيث تعمل سلطات الاحتلال وتتخذ اجراءات جديدة لتوسيع مساحات إرهابها بشكل يومي في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة خاصة بمدينة القدس بهدف فصلها عن محيطها الفلسطيني وربطها بالعمق الإسرائيلي وحسم مستقبلها السياسي من جانب واحد وبقوة الاحتلال .
ما تقوم به حكومة الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى من اعتداءات وجرائم يومية بحق المصلين والاقتحامات المستمرة لباحات المسجد الأقصى والتي زادت وتيرتها بشكل كبير خلال الأيام الماضية ضمن "الأعياد اليهودية"، والتي شملت محاولات حثيثة من قبل المتطرفين اليهود بإقامة طقوس وشعائر تلمودية على أبواب المسجد أو في محيطه داخل البلدة القديمة بمدينة القدس ضمن مخططات التهويد التي تستهدف المدينة المقدسة والحرم القدسي الشريف وصولا للتقسيم الزماني والمكاني للحرم .
سلطات الاحتلال تنفذ سلسلة طويلة من الإجراءات والتدابير التي تندرج في إطار العقوبات الجماعية والتي تستهدف المواطنين العزل، من حيث شل قدرتهم على الحركة، وإغلاق مداخل بلداتهم وقراهم ومخيماتهم، كما هو الحال في الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة، ومدينة نابلس، ومخيم شعفاط، ومحيطه، وفي تصعيد إجراءاتها مع المستوطنين لقطع العلاقة بين المواطن الفلسطيني وأرضه، خاصة في ظل قطف موسم الزيتون بهدف تسهيل سرقة الارض الفلسطينية وتسخيرها للاستيطان .
حكومة الاحتلال وجيش المستوطنين ماضون بممارسة الارهاب بكافة اشكاله وصوره حيث تتعدد الانماط بطرق مختلفة من إرهاب الدولة المنظم وأن ادعاءها بأنها "تكافح" الإرهاب، يأتي في محاولة لتضليل الرأي العام العالمي بشأن أسباب التصعيد الحاصل في الضفة الغربية، بعيدا عن السبب الحقيقي والرئيسي لهذا التصعيد، وهو استمرار الوجود غير الشرعي وغير القانوني للاحتلال، وكذلك استمرار عمليات تعميق وتوسيع الاستيطان على حساب دولة فلسطين .
دولة الاحتلال ماضية في تخريب أية جهود لوقف التصعيد وتحقيق التهدئة كمقدمة لاستعادة الافق السياسي لحل الصراع وماضية في تنفيذ المزيد من مشاريعها العنصرية الاستعمارية التوسعية لوأد أية فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران من العام 1967 وفقا لمقررات الامم المتحدة والمواثيق الدولية .
ممارسات إرهاب دولة الاحتلال المنظم بأشكاله كافة هي ممارسات خارجة عن نطاق القانون الدولي وهي جرائم يرتكبها الاحتلال بكافة مؤسساته وتشكيلاته السياسية والأمنية والعسكرية والإعلامية والذي يرتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يحاسب عليها القانون الدولي، ويعد امتدادا للتمرد والانقلاب الإسرائيلي الرسمي على الشرعية الدولية وقراراتها وعلى الاتفاقيات الموقعة واستخفافا بالموقف الدولي .
محاولات الاحتلال لتغيير الوضع التاريخي للمسجد الأقصى لن تنجح، فهذا المسجد المبارك هو مسجد إسلامي خالص لا يحق لأحد من غير المسلمين إقامة شعائره فيه أو فرض السيطرة عليه، وهو جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية وان صوت الشعب الفلسطيني سيبقى صوتا عاليا وقويا للدفاع عن فلسطين ونصرة القدس ومقدساتها .
استمرار تجاهل مجلس الأمن الدولي لتلك الحقائق وعدم ممارسة مسؤولياته والإيفاء بالتزاماته تجاه القضية الفلسطينية وإتباعه سياسة الكيل بمكيالين في التعامل في القضايا والصراع ومبادئ حقوق الانسان على المستوى الدولي يدفع دولة الاحتلال، يدفع دولة الاحتلال لتنفيذ المزيد من اعتداءاتها ومخططاتها الاستعمارية في الارض الفلسطينية المحتلة.